ألم.. أمل ...

[أبو عبدالله]

مَا حِيلَتِي وَالذِّكْرَيَاتُ تَهُزُّنِي ******* فَتُفِيضُ عَيْنِي وَالمَآقِي تَدْفَعُ


وَأَهِيمُ مِنْ غَمٍّ كَأَنِّي وَالرَّدَى******* ثَمِلٌ وَكَأْسٌ بِالمُدَامَةِ تُتْرَعُ


رَعْشَى يَدِي إِنْ حُرِّكَتْ أَرْكَانُهَا ******* كَلْمَى جَوَارِحُ جُثَّتِي بَلْ نُزَّعُ


مَاذَا عَسَى قَلَمِي يَخُطُّ وَقَلْعَتِي******* زَرَعَ الرَّدَى فِيهَا بُذُورًا تُقْطَعُ


وَيَدُ الذِّئَابِ قَدِ اعْتَلَتْ كُرْسِيَّهَا******* وَذَوُو الْمَهَابَةِ ذُو رُؤُوسٍ تَخْضَعُ


مُسْتَسْلِمِينَ مُقَنَّعِينَ رُؤوسَهُمْ******* ظَنُّوا عُهُودَ الذِّئْبِ يَوْمًا تَنْفَعُ


أَحْلاَمُهُمْ يَوْمًا سَيَأْتِي نَصْرُنَا******* وَفِعَالُهُمْ نَدْبُ الْأُلَى قَدْ شُيِّعُوا


وَالْكُفْرُ يَفْتَرِسُ البَرَايَا جَهْرَةً******* وَيَصُوغُ لِلنُّوَّامِ لَحْنًا يُدْمِعُ


فَإِذَا صَرَخْنَا مَرَّةً نَاحُوا مِرَا******* رًا إِنَّنَا نَحْنُ الْأُلَى قَدْ أُفْزِعُوا


فِي الصُّبْحِ تُبْنَى فِي البِقَاعِ بُيُوتُهُمْ******* وَرُؤُوسُهُمْ بِاللَّيْلِ مَكْرًا تَصْنَعُ


أَمَّا الَّذِي بَاعَ الْعُرُوبَةَ لَيْلُهُ******* نَوْمٌ سُبَاتٌ كَالغَطِيطِ وَأَفْظَعُ


صَحْبِي أَبِي أَهْلِي أَخِي وَعُرُوبَتِي******* إِسْلاَمُنَا مِسْكُ الهُدَى يَتَضَوَّعُ


فَلْتَحْذَرُوا فَالْكُفْرُ لَيْثٌ ضَاحِكٌ******* وَدَعُوا الخُمُولَ بَلِ اقْتُلُوهُ وَقَطِّعُوا


فَالعِزُّ فِي أَيدِيكُمُ قَسَمَاتُهُ******* وَالنَّصْرُ يَحْدُوهُ اتِّحَادٌ مُجْمَعُ


وَالْقُدْسُ لَنْ تَرْضَى دُمُوعًا مِنْكُمُ******* فَالدَّمْعُ عَارٌ وَالبُكَا لاَ يَشْفَعُ


كُونُوا أُسُودَ العِزِّ تَلْتَهِمُ الْأُلَى******* حَازُوا قُلُوبًا عِزُّهَا يَتَوَاضَعُ


نَادُوا صَلاَحَ الدِّينِ يَوْمَ الْمُلْتَقَى******* سُلُّوا سُيُوفَ العِزِّ فِيهِمْ وَادْفَعُوا


يَا ابْنَ الْوَلِيدِ الْوَقْتُ آنَ فَضُمَّنَا******* تَحْتَ اللِّوَاءِ فَشَأْنُنَا يَتَقَوْقَعُ


هَذَا الثَّرَى مِلْكٌ لَنَا وَالشَّمْسُ تَشْ ******* هَدُ وَالنُّجُومُ الطَّيْرُ هَذِي تُقْنَعُ


يَا أَيُّهَا الْعَدْلُ الْمُرَجَّى ضَوْءُهُ******* ذَبَحُوكَ بَيْنَ قُضَاةِ ظُلْمٍ تَرْتَعُ


القُدْسُ قُدْسِي وَالتُّرَابُ تُرَابُنَا******* وَدَمِي هُنَاكَ مِزَاجُهُ يَتَرَوَّعُ


وَلْتَسْأَلُوا التَّارِيخَ يَشْهَدُ أَنَّهَا******* حَقٌّ لَنَا لاَ مُسْتَحِيلَ سَيَرْجِعُ


فَالقِبْلَةُ الْأُولَى تُنَادِي فِي أَسًى******* وَالْمَكْرُ يَنْخَرُ تَحْتَهَا لاَ يَهْجَعُ


يَا سَائِلِي كَيْفَ المُقَامُ بِدُونِهَا******* نَفْسِي فِدَا قُدْسِي وَقَلْبِي مُولَعُ


سَأُحَطِّمُ القَيْدَ المَهِينَ بِمِعْصَمِي******* وَأُهَتِّكُ الْأَسْتَارَ عَمَّنْ يَخْدَعُ


فَالنَّقْضُ ذَا سَيْفٌ عَلَيْنَا قَائِمٌ ******* مُتَسَرْبِلٌ بِدَمِ الْخِدَاعِ مُقَنَّعُ


أَرْضِي سَأُنْفِقُ رَاحَتِي حُبًّا لَهَا ******* أَرْضِي سِتَارَ الظُّلْمِ يَوْمًا أَرْفَعُ


لِيَكُونَ عُرْسُ الْمُسْلِمِينَ جَمِيعِهِمْ ******* يَوْمًا يَرَى التَّارِيخُ نَجْمًا يَسْطَعُ


يَوْمًا يَثُوبُ الْمُسْلِمُونَ لِرُشْدِهِمْ ******* وَتُنَزَّلُ الرَّحَمَاتُ غَيْثًا تُتْبَعُ


يَوْمًا يَفُوحُ الْمِسْكُ يَحْدُونَا السَّنَا******* أَصْدَاؤُهُ: يَا مُسْلِمِينَ تَمَتَّعُوا


د. عبدالحميد محمد بدران