رثاء دولة الأندلس

[فاطمة الزهراء]

السلام عليكم يا إخواني هذه قصيدة أبو البقاء الرندي في رثاء الأندلس...
لكل شئ إذا ماتم نقصان.............فلا يغتر بطيب العيش إنسان
هي الدنيا كما شاهدتها دول..........من سره زمن ساءته أزمان
وهذه الدار لا تبقي على أحد..........ولا يدوم على حال لها شان
يمزق الدهر حتما كل سابغة..........إذا نبت مشرفيان وخرصان
وينتضي كل سيف للفناء ولو........كان بن ذي يزن والغمد غمدان
أين الملوك ذي التيجان من يمن....وأين منهم أكاليل وتيحان
وأين ما شاده شداد في إرم.........وأين ما ساساه في الفرس ساسان
وأين ماحازاه قارون من ذهب......واين عاد وشداد وقحطان
أتى على الكل أمر لامرد له..........حتى قضو فكان القوم ما كانو
وصار ما كان من ملك ومن ملك.......كما حكى عن خيال الطيف وسنان
دار الزمان على دار وقاتله..............وأم كسرى فما آواه إيوان
كأنما الصعب لم يسهل له سيب..........يوما ولا ملك الدنيا سليمان
فجائع الدهر أنواع منوعة .............ولزمان مسرات وأحزان
وللحوادث سلوان يسهلها.............وما لما حل بالإسلام سلوان
دهي الجزيرة أمر لاعزاء له...........هوى له أحد وإنهد تهلان
أصابها العين في الإسلام فامتنحت.....حتى دخلت من أقطار وبلدان
فأسأل بلنسيه ماشاء مرسيه..........وأين شاطبة أم أين جيان
وأين قرطبة دار العلوم فكم..........من علم سما فيها له شان
وأين حمص وما تحويه من نزه ..........ونهرها العذب فياض وملآن
قواعد كن أركان البلاد فما................عسى البقاء إذا لم تبق أركان
تبكي الحنيفة البيضاء من أسف ..........كما بكى لفراق الإلف هيمان
على ديار من الإسلام خالية ...........قد أفقرت ولها بالكفر عمران
حيث المساجد قد صارت كنائس ما..........فيهن إلا نواقيس وصلبان
حتى المحاريب وهي جامدة ...............حتى المنابر ترثى وهي عيدان
ياغافلا في الدهر موعظة..................إن كنت في سند فالدهر يقظان
وماشيا يلهيه موطنه.................إبعد حمص تغر المرء أوطان
تلك المصيبة أنست ما تقدمها ..........ومالها مع طول الدهر نسيان
ياراكبين عناق الخيل ضامرة.........كأنها في مجال السبق عقبان
وحاملين سيوف الهند مرهفة........كأنها في ظلام النقع نيران
وراتعين وراء البحر في دعه..........لهم بأوطان عز وسلطان
أعندكم نبأ من أهل أندلس ..............فقد سرى بحيث القوم ركبان
ماذا التقاطع في الإسلام بينكم............وأنتم ياعباد الله إخوان
كم يستغيث بنا المستضعفون وهم........قتلى وأسرى فما يهتز إنسان
ألا نفوس أبيات لها همم...............أما على الخير أنصار وأعوان
بالأمس كانو ملوكا في منازلهم...........أحال حالهم جور وطغيان
فلو تراهم حيارى لادليل لهم ..............عليهم من ثياب الذل ألوان
ولو رأيت بكاهم عند بيعهم...........لهالك الأمر واستهوتك أحزان
يارب أم وطفل حيل بينهم ................كما تفرق أرواح وأبدان
وطفلة مثل حسن الشمس طلعت..........كانه ياقوت ومرجان
يقودها العلج للمكروه وكرهة............والعين باكية والقلب حيران
لمثل هذا يذوب القلب كمدا............إن كان في القلب إسلام وإيمان
جزاكم الله خيرا .......أحبكم في الله أتمنى أن تحوز إعجابكم