حكايات عربيه(1)

[سيف الاسلام]

من أبرز مظاهر الاحتفال بيوم الفطر ما كان في العصر الفاطمي.. ففي يوم العيد يجلس الخليفة في قاعة الذهب ويجلس علي يمينه الوزير ثم يجلس بعده الأمراء كل في المكان المخصص له ويتبعهم الرسل الواصلون من جميع الولايات وهم وقوف في آخر الإيوان. وبعد أن يستعرض الخليفة الدواب بفرسانها ويتلي القرآن بمجلسه يحمل إليه فطوره الخاص المعطر بالمسك والعود والكافور والزعفران مع أنواع البلح الملونة التي يستخرج ما فيها وتحشي بالطيب وغيره فيأخذ ثمرة يفطر عليها ويتناول مثلها للوزير فيظهر الفطر عليهما ويفعل ذلك مع بقية المدعوين فيجعلون في أكمامهم ما يتناولهم إياه بعد تقبيله ثم يأذن الوزير بناء علي أمر الخليفة بافتتاح مائدة الطعام والسماح للحاضرين بالأكل منها وأخذ ما يشتهون.
وبعد الافطار يخرج الخليفة مع حواشيه إلي مصلي العيد خارج باب النصر وهي مصلي كبيرة قائمة علي ربوة وجميعها مبني بالحجر ولها سور وفي صدرها قبة كبيرة بها محراب والمنبر إلي جانب القبة وسط المصلي مكشوفا تحت السماء ويكون خروج الخليفة من باب خاص بالقصر يعرف بباب العيد. ويستعرض الجند في طريقه إلي المصلي ويعود بعد الصلاة فيدخل من ذات الباب وفي القصر تمد مائدة الكعك ليأكل الجميع منه حتي قرب الظهر وكان موكب العيد في العصر الفاطمي حافلا بأنواع من المرح ليشاهدها الخليفة عند ذهابه وايابه من المصلي ويتولي القيام بها طائفة من أرباب الرواتب تعرف بالبرقية أو صبيان الخف.. فيركب جماعة منهم علي خيول فيركضون وهم يتقلبون عليها ويخرج الواحد منهم من تحت الفرس وهو يركض ويعود ويركب من الجانب الآخر ويعود وهو علي حاله ولا يتوقف ولا يسقط منه شيء إلي الأرض ومنهم من يقف علي ظهر الحصان فيركض به وهو واقف.