من هم الصم بعد أن ثبتت إعاقة الصمم عندهم ؟

[ميسا]

.. بعيدا عن التعريف العلمي للصم أجيب على هذا السؤال المهم الذي يبرز من بين أسئلة كثيرة يفرضها واقع أصحاب هذه الإعاقة بتعريف خاص آمل أن يفي بالمعنى الذي يكون سبباً في حلّ مشكلتهم وإنهائها و فتحا ًلهم لعبور طريق الحياة بأمن و أمان .
.. الصم أناس إذا رأيتهم حسبتهم من حسنهم أسوياء فلا تعرف منهم أحداً أنه أصم إلاّ إذا حادثته فلم يجب أو رأيته يخاطب أمثاله بحركات يديه .. لأن الصمم إعاقة غير ظاهرة علّتها لا ترى بالعين كغيرها من الإعاقات الواضح أثرها للعين ككف بصر أو بتر طرف .. فالصم أسوياء من حيث الظاهر و معاقون سمعياً من حيث الواقع والحال .
.. الصم غرباء في عالمنا إلى أن يتعلموا لغتنا ، منطوقة كانت أم مكتوبة ، ونحن غرباء في عالم الصّم ، إلى أن نتعلم لغتهم الإشارية ، والغريب أيا كان حاله في الحياة يقف أمام خيار واحد ، إما أن يتعلم لغة المجتمع الذي وجد نفسه غريبا فيه ويتكيف معه ويكون علاقات اجتماعية طبيعية تؤهله لاستخدامها في التواصل مع أفراد المجتمع الذي يعيش فيه واستخدامها في القراءة والكتابة ، ليصبح فاعلاً ناشطاً يؤثر ويتأثر وإما أن يبقى غريبا يقف على هامش مجتمعه بصمت يرقب ويترقب .. وتعلمنا للغة الأخرى يكون عن طريق السمع ومحاكاة الأصوات باتقان مانطق من كلام وماكتب بحروفها من علوم و معارف كانت سبباً في تعلمنا وحصول بعضنا على مراتب علمية متفاوتة من شخص إلى آخر كل حسب قدراته على اكتسابها واتقان تعلمها .
.. على الصم في هذا الحال أن يتعلموا لغة أهلهم وأفراد مجتمهم بكل ما تحتويه من قواعد وضوابط سواء المنطوقة منها التي أجاد بعضهم تعلمها واتقان الكثير من أصواتها كل حسب جده واجتهاده .. أم المكتوبة التي يعانون من مشكلة تعلمها بشكل مقبول أو جيد .
.. وعلينا ، كعاملين مع الصم ، أن نتعلم لغتهم الإشارية التي يستخدمونها في تواصلهم بعد إجراء ما يلزم عليها ، لتكون صورة طبق الأصل عن لغة أهلهم ومجتمعهم المنطوقة ، لأنها ما يقرأ من شفاههم ، والمكتوبة لأنها وسيلتهم لاكتساب العلم عن طريق التعلم من الكلمة المفردة إلى الجملة والنص الذي يجهل الصم معظم محتواه من المعاني ولا يستطيعون قراءته والتعبير عنه بلغة أيديهم الإشارية التي لا تمكنهم حتى من التعبير عن رغباتهم الخاصة والعامة بشطل واضح وسليم .