فنادق ابي ظبي

[loooollooooll]

بدأت في دبي وانتشرت وأصبحت موضة العصر
أبوظبي: تاج الدين عبد الحق
أصبح اليوم السفر متوفرا لدى كثيرين من جميع الفئات والطبقات، واصبحت الامارات العربية من أكثر الوجهات السياحية استقطابا للزوار الباحثين عن الجديد في عالم السياحة. وكان لا بد أن يتلاءم حجم الطلب مع عدد الفنادق المتوفرة في دولة الامارات لاسيما في إمارتي دبي وأبوظبي، وكان لا بد أن تكون الاسعار مناسبة لجميع طبقات السياح؛ بمن فيهم بعض السياح الغربيين الذين لا يكترثون عادة لفخامة ديكور الفندق وكبر حجم مطاعم الفندق على قدر ما تشدهم روح الاستكشاف وتأمل الطبيعة الخلابة. ويشهد قطاع الفنادق في دولة الامارات العربية المتحدة، تحولا هيكليا في نوعيته وعدده وتوزيعه. فقد ادى ارتفاع اسعار الغرف في فنادق الخمسة نجوم في السنوات القليلة الماضية الى انتعاش ما يعرف بالفنادق الاقتصادية Budget Hotels التي تقل اسعار الاقامة فيها عن اسعار الفنادق الفخمة بما يقل احيانا عن الربع. ولا يرتبط الاتجاه الى الفنادق الاقتصادية بتحول نوعية السياح والنزلاء بقدر ما يتعلق الامر بطبيعة الحركة السياحية التي تعد في معظمها سياحة مؤتمرات او اعمال او معارض. وهذه النوعية من السياح لا تبحث في العادة عن مرافق ترفيهية بالقدر الذي تنشد فيه اقامة مريحة وقريبة من الهدف الذي يزور فيه النزيل هذه المدينة او تلك. ومع ان مفهوم الفنادق الاقتصادية ليس جديدا في العالم إلا انه بالنسبة لبعض مدن دولة الامارات فهو نشاط جديد لم تعهده هذه المدن بهذه الكثرة والكثافة. وتعد دبي التي يوجد فيها اكبر عدد من الفنادق من مستويات مختلفة رائدة في هذا المجال حيث زادت فيها اعداد الفنادق الاقتصادية مع الزيادة المطردة في عدد المعارض التي تنظمها ومع الزيادة في عدد ونوعية المؤتمرات التي تعقد فيها. واضاف انتعاش الاعمال في القطاعات التجارية والعقارية بعدا آخر حيث زاد الطلب على الفنادق الرخيصة نسبيا، خاصة من دول الاتحاد السوفياتي السابق ومن دول آسيوية وشرق اوسطية اعتمدت على موانئ دبي كمحطة لاستيراد البضائع وتصديرها. وتقدر مصادر دائرة السياحة بدبي عدد الفنادق في المدينة بأكثر من 700 فندق تشكل الفنادق الاقتصادية حوالي الثلثين منها. وفي ابوظبي، فإن الفنادق الاقتصادية لم تترسخ كظاهرة واضحة في التركيبة الفندقية للمدينة إلا في السنوات القليلة الماضية. صحيح ان شركة ابوظبي الوطنية للفنادق، وهي شركة مساهمة عامة تمتلك فيها الحكومة حوالي 60 % كانت أطلقت فنادق اقتصادية سمتها فنادق الديار، وتم تصنيفها بفنادق اربعة وثلاثة نجوم، إلا ان تلك الفنادق ظلت محدودة العدد وظلت نسبة الاشغال فيها متذبذبة للدرجة التي لم تكن فيها التجربة مغرية للاستثمار الفردي الذي ظل مترددا في طرق هذا النوع من الاستثمار.

لكم كل الحب
اختكم هند
لوووول

وفي الشارقة التي ارتبط القطاع الفندقي فيها بالقطاع الفندقي في دبي بسبب القرب الجغرافي، فإن الفنادق الاقتصادية لم تعرف على نطاق واسع إلا بعد ان شغلت حيزا كبيرا في النشاط الفندقي بدبي وبعد ان اصبح الاستثمار الفردي في الفنادق الاقتصادية استثمارا مكلفا، الامر الذي دفع المستثمرين الى مناطق قريبة من دبي، فكانت الشارقة أوفرها حظا في هذا النوع من الاستثمار. وعلى الرغم من إطلاق تعبير فنادق اقتصادية يعطي الانطباع بأنها فنادق رخيصة، إلا أن هذا التعبير هو تعبير نسبي، خاصة في مواسم الذروة. فأسعار بعض الفنادق الاقتصادية تصل في الموسم والمناسبات كالمعارض والمؤتمرات الى حوالي 300 دولار في الليلة الواحدة، وهو سعر فنادق الخمسة نجوم في الاحوال العادية. ويعكس ارتفاع اسعار هذه النوعية من الفنادق وجود طلب متزايد مما يغري كثيرين بالدخول الى هذا النوع من الاستثمار. وعلى خلاف ما يوحيه التوصيف، فإن الفنادق الاقتصادية مجهزة عادة تجهيزا يقترب من تجهيزات الفنادق الفخمة. فنوعية الاثاث في كثير من الفنادق الاقتصادية لا تقل عن نوعية الاثاث في فنادق الخمسة نجوم كما ان فيها تجهيزات حديثة لخدمة النزلاء من رجال الاعمال. والاختلاف الوحيد عن فنادق الخمسة نجوم يكمن في عدم وجود صالات احتفالات او عدم وجود مطاعم كبيرة او مرافق ترفيهية كتلك التي تتوفر في فنادق الخمسة نجوم والمنتجعات السياحية. ولا يبدو ان افتقار الفنادق الاقتصادية لبعض الخدمات الترفيهية سبب للانصراف عنها فمعظم نزلاء هذه النوعية من الفنادق يفضلون تناول طعامهم خارج الفندق إما تلبية لدعوات على هامش حضورهم للمؤتمرات والمعارض او الاستمتاع بجو المدينة والتنقل بين مطاعمها خلال فترة الاقامة. وحسبما يقول بعض المستثمرين في الفنادق الاقتصادية، فإن ربحية هذه الفنادق لا تقل نسبيا عن ربحية فنادق الخمسة نجوم فكلفة الادارة ومصاريف التشغيل لا يمكن مقارنتها بما تدفعه الفنادق الكبيرة على هذا الصعيد. ويوفر هذا النوع من الاستثمار ميزة لا تتوفر في فنادق الخمسة نجوم، اذ ان معظم الفنادق الاقتصادية لا تقدم مشروبات كحولية، وهو امر محفز لبعض المستثمرين الذين تجنبوا على الدوام الاستثمار في قطاع الفنادق بسبب ارتباط نشاطها ببيع الكحول.