مستشفى تايلندى يقدم علاجات رخيصة

[drsherif]

[p5s][/p5s]مستشفى تايلندي يقدم علاجات رخيصة
مستشفى تايلندي يقدم علاجات رخيصة


(ومُينز إي نيوز) -- كانت جون فلاورز مستعدة للقيام بأي شيء لإيقاف الألم.
فقد كانت تعاني من فتق شديد في إحدى فقرات العمود الفقري. ولأن مدخراتها كانت قليلة، ولأنها كانت بلا تأمين وتكسب 10 دولارات في الساعة من عملها صرّافة بدوام جزئي في مقهى، فإنه لم يكن بوسعها تحمل تكاليف العملية البالغة 30,000 دولار التي قال الأطباء إنها بحاجة إليها.
تقول فلاورز البالغة من العمر 46 عاما والمقيمة في هيورن، ساوث داكوتا: " في الأيام الجيدة كنت أقف أو أتمشى بالكاد. أما في الأيام السيئة، فلم أستطع حتى النهوض من سريري."
ولم يكن شراء بوليصة تأمين صحي خاصة أمرا ذا معنى، إذ أنه كان سيتم التعامل مع حالتها باعتبارها "حالة موجودة مسبقا" ومن ثم لا تتم تغطية تكاليف علاجها إلا بعد مرور عامين على شراء البوليصة. وكانت فلاورز تخشى من أن تعلن إفلاسها. ثم حدث ما أرسلها عبر نصف الكرة الأرضية حيث تم حل مشكلتها الصحية والمالية في آن واحد.
تقول فلاورز: " رأيت في إحدى الليالي برنامجا تلفزيونيا حول مستشفى بومرونغراد في تايلاند الذي يتردد عليه الأمريكيون الذين لا تأمين لهم للحصول على رعاية صحية متدنية الكلفة. وأرسلت إليهم رسالة بالبريد الإلكتروني. وخلال أسابيع، سافرت إلى بانكوك بالطائرة وأُجريت لي عملية جراحية بكلفة تبلغ 3,500 دولار. وبعد ثلاثة أيام عُدت إلى دياري بعد أن عولجت مشكلتي واختفى الألم."
وحيث أن سُدس الأمريكيين لا يملكون تأمينا طبيا، وحيث أن إنفاق الحكومة على الرعاية الصحية للمحتاجين يتراجع، فإن مستشفى بومرونغراد الدولي، وهو أكبر مستشفى خاص في جنوب شرقي أسيا، بات قبلة للسياحة العلاجية للأمريكيين الباحثين عن علاج مقابل ما يصل إلى عُشر كلفة الرعاية في أمريكا.
ورغم أن الخدمات الطبية التي يقدمها مستشفى بومرونغراد تحظى بسمعة عالية، فإن العديد من المرافق الصحية الأخرى التي تجذب السيّاح الأمريكيين قد لا تضاهي معايير الرعاية الصحية الملائمة، أو قد تكون دونها.
يقول روبن تورال مدير التسويق في مستشفى بومرونغراد: " خلال السنوات الـ10 الماضية، شهدت الولايات المتحدة تراجعا في الرعاية الطبية بسبب ارتفاع التكاليف وتقدم السكان في السن وعجز النظام الصحي الأمريكي عن التعامل مع هذه المشاكل. ومن المرجح أن يستمر هذا الميل فيما يتعيّن على الأمريكيين دفع المزيد من مالهم الخاص للحصول على علاج لن يسدد التأمين أو الحكومة تكاليفه."

تضاعف عدد الزبائن



خلال السنوات الخمس الماضية، تضاعف عدد الزبائن الدوليين الذين يترددون على مستشفى بومرونغراد؛ يتردد أكثر من 60,000 أمريكي، معظمهم من النساء، على المستشفى سنويا.
" في حين ركزت السياحة العلاجية تقليديا على خدمات معينة مثل جراحات التجميل، فإن الاهتمام يتحول الآن إلى العلاجات الضرورية. وبما أن تكاليف الرعاية الصحية للنساء أعلى وبما أنهن يواجهن عراقيل أكثر من الرجال من حيث الحصول على الرعاية الصحية، فإنه من الطبيعي أن تكون النساء في طليعة هذا الميل العام"، كما تقول ألينا سالغانيكوف نائبة رئيس شعبة صحة المرأة في مؤسسة أسرة كايزر ومقرها مينلو بارك، كاليفورنيا.
وحسب مؤسسة أسرة كايزر، فإن تكاليف التأمين الطبي الذي يرعاه أرباب العمل قد ارتفعت بنسبة كبيرة قدرها 73 في المائة منذ عام 2000. وتصل هذه الكلفة الآن في المتوسط إلى 10,088 دولار سنويا، وهو ما يعادل تقريبا ربع متوسط الدخل العائلي في أمريكا الذي يبلغ 44,389 دولار.
وفي غضون ذلك، فإن الإنفاق الفيدرالي الحكومي على الرعاية الصحية للمحتاجين انخفض بنسبة 9 في المائة خلال الفترة من 2001- 2004، وفقا لمعهد الدراسات الحضرية ومقره واشنطن. وخلال هذه الفترة، زاد عدد الأمريكيين غير المؤمّنين زيادة قدرها 4.6 مليون نسمة، وباتوا يمثلون 16 في المائة من إجمالي السكان.
ويحتل المستشفى عدة مربعات سكنية في شارع مزدحم في العاصمة بانكوك. ويعمل به أكثر من 2,600 موظف: 700 ممرض و700 طبيب فضلا عن طاقم كبير من مزيني الشعر وأخصائي التدريم وأخصائيات التدليك الذين يعملون جميعا داخل المستشفى ويلبون احتياجات الزبائن الدوليين.
ويتلقى الزبائن الدوليون الذين يتنقلون عبر المستشفى المعونة من طاقم من المترجمين وطاقم خدمات خاص ومن موظفين تابعين للسفارات. وتقوم سيارات ليموزين مستأجرة من قبل المستشفى بنقل المرض من المطار وإليه. وبوسع الزبائن الاستمتاع بمشروبات ستار باكس وفطائر محلات أو بون بان وساندويتشات من أي من المطاعم الغربية الكثيرة التي تتواجد في ردهة المستشفى.

مرافق شديدة النظافة



وفضلا عن المرافق الشديدة النظافة، يقول المرضى إنهم يحصلون على رعاية طبية من الطراز الأول.
تقول فلاورز: " في مدينتي، كنت أضرب الجرس لاستدعاء الممرضة فلا تأتي قبل مرور 40 دقيقة. في مستشفى بومرونغراد يستغرق الأمر أربع دقائق لكنني أجد أربع ممرضات يتسابقن لخدمتي."
وقد ذهبت هوللي هوغبيرغ، وهي مخططة اجتماعات في الأربعينات من عمرها تقيم في سان فرانسيسكو، إلى مستشفى بومرونغراد بعد أن أدت سقطة إلى تهشم ثلاث فقرات من عمودها الفقري وإلى قطع رحلة الغوص التي كانت تقوم بها.
وتقول: " بدلا من الضياع في متاهة المواعيد، أخذ أطباء مستشفى بومرونغراد الوقت وشرحوا لي مشكلتي وكيف سيقومون بعلاجها."
وترتبط قدرة هذا المرفق على جذب الزبائن الدوليين بتدني مستويات تكاليف إدارة هذا المستشفى.
ففي الولايات المتحدة، تستهلك الرواتب في العادة نصف ميزانية المستشفى. أما في مستشفى بومرونغراد فإنها لا تمثل سوى سُدس إجمالي التكاليف. ورغم أن الموظفين يتلقون رواتب مجزية وفقا لمستويات المعيشة في تايلاند، فإنهم لا يكسبون سوى جزء صغير مما يكسبه نظراؤهم الأمريكيون ذلك أن المواطن التايلندي يعيش على دولارين في اليوم في المتوسط.
كما أن الأطباء هنا لا يعانون من عبء تكاليف الأخطاء الطبية، التي يعانيها الأطباء الأمريكيون. ففي أمريكا تصل كلفة بوليصة التأمين ضد الأخطاء الطبية التي يتعيّن على الأطباء شراؤها إلى 150,000 دولار سنويا. يقول مدير شعبة الأمراض النسائية في مستشفى بومرونغراد نوبادول ساروبالا:
"نحن لا نواجه مثل هذه التكاليف في تايلاند لأن المرضى لا يقاضون الأطباء هنا البتة."
ليس في متناول الجميع



وفي حين أن مستشفى بومرونغراد يمثل صفقة رائعة للكثير من الأجانب، فإن القليلين فقط من التايلانديين هم الذين يستطيعون تحمل نفقات الرعاية فيه. وبدلا من ذلك، يعتمد معظمهم على الرعاية الصحية التي تخضع لإشراف الحكومة والتي تكلفهم 7 دولارات عند كل زيارة للطبيب.
كما أن المستشفى ليس في متناول الأمريكيين المحتاجين حقا فهم لا يستطيعون تحمل نفقات السفر بالطائرة التي تبلغ 1,000 دولار. ولا يستطيعون دفع نفقات عمليات استئصال الرحم وعمليات زراعة القلب من مالهم الخاص حتى لو كانت متدنية.
غير أن سيّاح العلاج الأمريكيين الذين يترددون على مستشفى بومرونغراد يجدون التكاليف معقولة لدرجة أنهم ينغمسون في التسوق في مراكز التسوق في بانكوك ويخضعون لإجراءات صحية تجميلية أو ما شابه ذلك ما كانوا ليفكروا فيها في ديارهم.
فحين سافرت مارتي بالمر من بويزي، آيداهو، إلى مستشفى بومرونغراد السنة الماضية لعملية استئصال المرارة التي كلفتها 3,000 دولار مقارنة بـ25,000 دولار في أمريكا، فإنها قامت أيضا بعملية شد الجفون.
تقول بالمر مزينة الشعر البالغة من العمر 52 عاما: " لم أستطع تحمل نفقات إجراء العمليتين في بلادي. غير أن الفواتير في مستشفى بومرونغراد كانت متدنية لدرجة أنه كان بوسعي لا تسديد كلفتها فحسب، بل والذهاب أنا وصديقتي لقضاء عطلة لمدة أسبوعين في جنوبي تايلاند. لقد كانت الكلفة الإجمالية أقل من نصف ما كنت سأدفعه في أمريكا لعملية استئصال المرارة وحدها."
بيد أنه ما أن يعود المرضى إلى الولايات المتحدة، حتى يبدأون في مواجهة حقائق الرعاية الصحية من جديد.
فجون فلاورز ما زالت تفتقر إلى التأمين الصحي، وما زالت تكافح لسداد ثمن الرعاية الصحية التي حصلت عليها قبل سفرها وبعد عودتها والتي تبلغ قيمتها 16,000 دولار. وليس لمارتي بالمر تأمين صحي لأنها لا تستطيع سداد ثمن البوليصة الشهرية البالغة قيمتها 400 دولار. أما هوللي هوغبيرغ، فما زالت تجادل شركة التأمين بشأن تكاليف العملية الطارئة التي أُجريت لها في تايلاند.
تقول سالغانيكوف:"مراكز السياحة الطبية المحترمة لا تعالج هذه المشكلة الكامنة، في حين تثير المراكز الأقل سمعة القلق بشأن رخصتها الطبية ونوعية الرعاية التي توفرها وبشأن حماية المستهلكين. السياحة العلاجية هي أحد الحلول لنقص الرعاية الصحية المقبولة الكلفة في أمريكا. لكنه حل دون ما نحتاج إليه بكثير."
موللي أم غينتي كاتبة مستقلة تقيم في مدينة نيويورك.

للمزيد من المعلومات:



مستشفى بومونغراد الدولي:
http://www.bumrungrad.com