Untitled Document
 
العودة   منتديات لغاتى التعليمية > ~¤¦¦§¦¦¤~منتديات اللغات~¤¦¦§¦¦¤~ > منتدى اللغة العربية > القسم الأدبى

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-21-2010, 09:13 PM   #1
أبو عبدالله
نائب
 
الصورة الرمزية أبو عبدالله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
المشاركات: 2,324
معدل تقييم المستوى: 23
أبو عبدالله is a glorious beacon of lightأبو عبدالله is a glorious beacon of lightأبو عبدالله is a glorious beacon of lightأبو عبدالله is a glorious beacon of lightأبو عبدالله is a glorious beacon of light
افتراضي حرب البسوس...الحرب التي دامت أربعين سنة!




لَعَمْرُكَ لَوْ أَصْبَحْتُ فِي دَارِ مُنْقِذٍ لَمَا ضِيمَ سَعْدٌ وَهْوَ جَارٌ لأَبْيَاتِي
وَلَكِنَّنِي أَصْبَحْتُ فِي دَارِ غُرْبَةٍ مَتَى يَعْدُ فِيهَا الذِّئْبُ يَعْدُ عَلَى شَاتِي
فَيَا سَعْدُ لا تُغْرَرْ بِنَفْسِكَ وَارْتَحِلْ فَإِنَّكَ فِي قَوْمٍ عَنِ الجَارِ أَمْوَاتِ

وَدُونَكَ أَذْوَادِي فَإِنِّيَ عَنْهُمُ لَرَاحِلَةٌ لا يُفْقِدُونِي بُنَيَّاتِي هذه الأبيات تسمِّيها العرب أبيات الفنا؛ لأنَّ هذه الأبيات كانت الشّرارة التي أشعلتْ حرْب البَسوس والَّتي دامت أربعين سنة، حتَّى أفنت من الحيَّين - بكر وتغلب - الكثير.

وقائِلة هذه الأبيات خالة جسَّاس البسوس بنت منقذ التَّميميَّة.


كان للبسوس جارٌ من جرْم يُقال له:
سعد بن شمس، وله ناقةٌ تسمَّى: سراب، مضت "سراب" ناقة الجرْمي ترعى في حِمى كُليب، الَّذي أنكرَها فرماها بسهم في أرض يقال لها: العالية، والَّتي لَم يكُن يرعَى في هذا الحِمَى إلاَّ إبِل لجسَّاس بن مرَّة؛ لمصاهرة بينهما، فجليلة بنت مرَّة أخت جسَّاس كانت تحت كُليب، وولَّت النَّاقة حتَّى عادت، فبركت بفناء صاحبِها وضرعها يشخب دمًا ولبنًا.

نظر إليها الجرْمي وصرخ: يا للذُّلّ!


أجابت صرخته البسوس بصرخةٍ أسْمعتْ كلَّ أهل الحي:
وا ذلاَّه! حتَّى جمعتْ أهل الحيّ وقالت الأبيات السَّابقة.
تقدَّم منها جسَّاس قائلاً: اهدئي أيَّتها الحرة، ليقتلنَّ غدًا جملٌ هو أعظم عَقرًا من ناقتِك.

تباعدَ كُليب عن الحيّ وبلغ جسَّاسًا خروجُه، فخرج على فرسِه وأخذ رمحه وتبِع كليبًا، وتبعه عمرو بن الحارث.

طعن جسَّاس كليبًا ودقَّ صلبَه، التفتَ إليْه كُليب وقال: أغِثْني بشربة ماء.

جسَّاس: تركت الماء وراءَك.

وصل عمرو بن الحارث إلى كليب، فقال كليب: يا عمرو أغثْني بشربة.

نزل إليه عمرُو بن الحارث وأجهز عليْه، وهو الَّذي ضرب فيه المثل، فقيل:

المُسْتَجِيرُ بِعَمْرٍو عِنْدَ كُرْبَتِهِ كَالمُسْتَجِيرِ مِنَ الرَّمْضَاءِ بِالنَّارِ
أقبل جسَّاس ودخل على قومِه وقد بدت ركبتُه، نظر إليه أبوه وقال: أتاكم جسَّاس بداهية، قال القوم: وما أدراك؟
- لا أعلم أنَّ ركبته بدت قبل يومها.

قال أبوه:
ما وراءَك يا جسَّاس؟
جسَّاس: طعنتُ طعنةً لتجمعن منها عجائز وائل رقصًا.
الأب: وما هي؟ ثكِلتْك أمُّك!
- قتلتُ كليبًا.
الأب: بئس لَعمرُ الله ما جنيتَ على قومك.

قوَّضَتْ بكرٌ أبنِيَتَها وجمعت النَّعم والخيول وأزْمعوا الرَّحيل،
لكن بقِي أن يُخبروا همَّامًا أخا جسَّاس بما حصل، فبعثوا إليه بِجارية على أن تُخْبره بقتْل جسَّاس كليبًا.

همَّام كان أخا جسَّاس،
والمهلهل كان أخا كليب، وهمَّام والمهلهل صاحبان يكادان لا يفترقان، وكانا قد تعاهدا أن لا يكتُم أحدُهُما صاحبه شيئًا.

وصلت الجارية لتَجِد همَّامًا والمهلهل على شرابهما، همست الجارية في أذُن همام: لقد قتل أخوك جسَّاس كليبًا.

سأل المهلهل صاحبَه عمَّا قالت الجارية.

- أخبرتْني أنَّ أخي قتل أخاك.

المهلهل: "أخوك أضيقُ استًا من ذلك"، فأطلقها مثلاً.

صمتَ همَّام واستمرَّ في الشّرب شربَ خائف، واستمرَّ المهلهل في الشَّراب حتَّى فعل الشَّراب فعْلَه في المهلهل فصرعتْه الخمر، فانسلَّ همَّام والتحق خارجًا إلى قومِه، فتحمَّل معهم.


وهكذا تأجَّج الشَّرّ بين تغلِب وبكر،
واستمرَّ أربعين سنة، كانت الغلبة فيها على بكر.

ترك المهلهل النِّساء والغزَل وحرَّم على نفسه القمار والشَّراب، وتفرَّغ لقتال بكرٍ سنين عديدة، كانت الغلبة فيها لتغلب على بكر.


جاءت أشراف تغلِب إلى مرَّة بن ذُهل، وقالوا له:
نعرِض عليكم خصالاً أربعًا: إمَّا أن تُحيي كليبًا، أو تدفع إليْنا جسَّاسًا قاتل كليب فنقْتله، أو تدفع لنا همَّامًا، أو تمكننا من نفسِك، فإنَّ فيك وفاءً من ذمَّة.

ظهر للقوم أنَّ مرَّة حار في أمره، ولكنَّها خيارات تجْعل الحكيم حيران.

- ما بك يا سيِّد الحي؟

رفع الرَّجُل رأسه قائلاً: أمَّا أن أُحيي كليبًا فهذا لا يكون، وأمَّا أن أدفع إليْكم جسَّاسًا فإنَّه شابّ طعن على عجل ورحَل، ولا أدْري في أيّ البلاد صار وظَعَن، وأمَّا أن أدفَعَ لكُم همَّامًا فإنَّه أبو عشَرة وأخو عشَرة وعمّ عشَرة، وكلُّهم فرسان، فلن يسلِموه إليَّ فأدفعه إليْكم يُقْتَل بِجريرة غيره وبِجناية سواه، وأمَّا أن أمكِّنَكم من نفسي فما أنا إلاَّ رجُل لا تلبث الحرْب أن تبدأَ فأكون أوَّل قتيل.

ولكُم عندي خصلتان:
أوَّلهما: أن تأخُذوا أحد أبنائي فتجرّوه بنسعة فتذْبحوه ذبح الجزور، وإلاَّ فالثَّانية: ألف ناقة سوداء المقْتل تضْمَنُها بنو وائل.
- إنَّنا لم نأْتِ لترذل بنيك أو لتسومنا اللَّبن.

وانصرفوا عنْه راغبين إلى أتُّون حرْب، بدأت شرارتُها حكايةً استمرَّت أربعين سنة، وبقِيت إلى الآن تُحْكى وتتناقل.


إنَّها حرب بين قبيلتَين،
هما في النَّسب يجمعهما جدّ واحد، قبيلة تغْلب وقبيلة بكر، وكلاهما ابْنا وائل، حرب كان سببها أنَّ ناقةً رعتْ في حِمًى حَماه كليْب.

بقِي أن نذكر أنَّ جليلة بنت مرَّة - زوج كُليْب وأخت جسَّاس - قالت في ذلك قصيدةً من أبْلغ القصائد.

لمَّا رحلت جليلة عن بيْت زوجها إلى أهلها، قالتْ أُخت كُلَيب: رحلة المعتدي وفراق الشَّامت، ويلٌ غدًا لآل مرَّة من الكرَّة بعد الكرَّة.

فبلغ قولُها جليلة فقالت: وكيف تشمتُ الحرَّة بهتْك سترها، وترقُّب وترها! أسعد الله جَدَّ أُختي، أفلا قالت: نفرة الحياء وخوف الاعتداء!

ثمَّ أنشأت تقول:
يَا ابْنَةَ الأَقْوَامِ إِنْ شِئْتِ فَلا
ـــــ تَعْجَلِي بِاللَّوْمِ حَتَّى تَسْأَلِي
فَإِذَا أَنْتِ تَبَيَّنْتِ الَّذِي
ـــــ يُوجِبُ اللَّوْمَ فَلُومِي واعْذُلِي
إِنْ تَكُنْ أُخْتُ امْرِئٍ لِيمَتْ عَلَى
ـــــ شَفَقٍ مِنْهَا عَلَيْهِ فَافْعَلِي
جَلَّ عِنْدِي فِعْلُ جَسَّاسٍ فَيَا
ـــــ حَسْرَتِي عَمَّا انْجَلَتْ أَوْ تَنْجَلِي
فِعْلُ جَسَّاسٍ عَلَى وَجْدِي بِهِ
ـــــ قَاطِعٌ ظَهْرِي وَمُدْنٍ أَجَلِي
لَوْ بِعَيْنٍ فُقِئَتْ عَيْنِي سِوَى
ـــــ أُخْتِهَا فَانْفَقَأَتْ لَمْ أَحْفِلِ
تَحْمِلُ العَيْنُ قَذَى العَيْنِ كَمَا
ـــــ تَحْمِلُ الأُمُّ أذَىَ مَا تَفْتَلِي
يَا قَتِيلاً قَوَّضَ الدَّهْرُ بِهِ
ـــــ سَقْفَ بَيْتَيَّ جَمِيعًا مِنْ عَلِ
هَدَمَ البَيْتَ الَّذِي اسْتَحْدَثْتُهُ
ـــــ وَانْثَنَى فِي هَدْمِ بَيْتِي الأَوَّلِ
وَرَمَانِي قَتْلُهُ مِنْ كَثَبٍ
ـــــ رَمْيَةَ المُصْمِي بِهِ المُسْتَأْصِلِ
يَا نِسَائِي دُونَكُنَّ اليَوْمَ قَدْ
ـــــ خَصَّنِي الدَّهْرُ بِرُزْءٍ مُعْضِلِ
خَصَّنِي قَتْلُ كُلَيْبٍ بِلَظًى
ـــــ مِنْ وَرَائِي وَلَظًى مُسْتَقْبِلِي
لَيْسَ مَنْ يَبْكِي لِيَوْمَيْنِ كَمَنْ
ـــــ إِنَّمَا يَبْكِي لِيَوْمٍ يَنْجَلِي
يَشْتَفِي المُدْرِكُ بِالثَّأْرِ وَفِي
ـــــ دَرَكِي ثَأْرِيَ ثُكْلُ المُثْكِلِ
لَيْتَهُ كَانَ دَمِي فَاحْتَلَبُوا
ـــــ بَدَلاً مِنْهُ دَمًا مِنْ أَكْحَلِي
إِنَّنِي قَاتِلَةٌ مَقْتُولَةٌ
ـــــ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَرْتَاحَ لِي
__________________
وراعي الشاة يحمي الذئب عنها..... فكيف إذا الرعاة لها الذئاب



ساصيح واطلق صرخاتي..
وسيعلم الكل اهاتي ...
وسيصبح الكون علي حزني.. ويمسي بدمعي واناتي...
وسيصمت من كان يشدو ......من طير وزهر ونسمات ...
والكل في وجل وخضوع ويترقب الكون ثباتي ...
............................


إن أخاك الحق من كان معـك * * * ومن يضـر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صـدعك * * * شتت فيك شمله ليجمعك






أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ، كَلِمَةُ لَبِيدٍ:" أَلاَ كُلّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللّهَ بَاطِلٌ "
والله ما لي شيء وما مني شيء ولا فيّ شيء.
حقوق الطبع والنشر محفوظة لكل مسلم...إذا اردت النقل لك ذلك بدون إذن ولا عزو للمصدر ..
نفعنا الله واياك بالحق..
أبو عبدالله غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أربعين, التي, البسوسالحرب, حالة, حرب, سنة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اللغة الاسبانية في عالم البزنس ترانيـم قسم الكتب الأسبانية 3 04-03-2014 09:31 PM
أجمل أربعين مثل في العالم ::مهند:: منتدى اللغة الأنجليزية 0 04-17-2009 01:55 PM
أجمل أربعين مثل في العالم ميسا قسم الأقوال والحكم 4 10-12-2008 02:55 AM
أجمل أربعين مثل في العالم ميسا قسم الأقوال والحكم 2 06-10-2008 10:44 AM


الساعة الآن 02:36 AM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::