![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
لغاتى الذهبى
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 1,979
معدل تقييم المستوى: 19 ![]() ![]() |
![]() الجِسْر
الأستاذ الشاعر: محمد الحلوي » عُيُونُ المَهَا بَينَ الرصَافَةِ والجِسرِ* بَعثنَ الهَوَى من حَيثُ أدْرِي ولاَ أَدْرِي !« رَعَى اللهُ أزمَاناً بِبَغْدَادَ أينَعَت * رَبِيعِيّة الأنسَامِ طَيِّبَةَ النّشرِ! قَطَفنَا بهَا أحْلَى الأمَانِي شَهِيّةً * وريحُ أمَانِينَا كمَا نشْتَهِي تَجْرِي أصَائلهَا فِي الجِسرِ سِحرٌ وروعَةٌ * وأَصبَاحُهَا فِي النَّهْرِ سُكرٌ بِلاَ خَمر! مَضَت مثلَ أطْيَافِ المنَامِ سرِيعَةً * فَغَابَ بِهَا مَا كَانَ مِن طَيِّبِ العُمْرِ! مَواكِبُ مَجدٍ زَاهِيَاتٌ وَعِزّةٌ * عُرُوبِيَّةٌ قَد قَاومَت نُوَبَ الدّهر! وَهَارُونُ فِيهَا في جَلاَلَةِ مُلكِهِ * يُعَانِقُهُ نَصرٌ ويَمْضِي إِلَى نَصرِ! يَشِيدُ ويَبْنِي للعُرُوبَةِ دَولَةً * تُحلقُ في أُفقِ الحضَارَةِ كالنَّسْرِ! مَجالسُهُ فِيهَا ريَاضٌ نَضِيرَةٌ * بَلاَبِلُهَا تشدُو بِمَا لَذَّ مِن شِعرِ! تَغَنَّى بِهَا زِريَابُ أحْلى لحُونِهِ * ورَدَّدَ فِيه الموصليّ صَدى قُمرِي! زَمَانٌ. وُجُوهُ العُربِ فِيه وَضِيئةٌ * وَهَامَاتُها مَرفُوعةٌ وهيَ في الصَّدْرِ! مَنَاهِلُهَا يَرتَادُهَا كل ظَامِئٍ * وَمَوْلِدُهَا فِي ظُلْمَةِ الجَهْلِ كالفَجْرِ! وَمَا ضَرَّهَا أن يَنزلَ الغَيثُ نَائِياً * وَكُلّ كُنُوزِ الأرضِ تُجبَى إلَى المِصرِ! تَبَاهَى بِهَا الإسلامُ واعتَزّ أهلهُ * وأبقَت لهَا الأيامُ متّصلَ الذّكرِ! سَلاَمٌ عَلَى بَغدادَ وَهيَ جَرِيحَةٌ * تُعَانِي ويَشْكُو مُجهَدُوهَا مِنَ الأسرِ! وأَطفَالهَا تحتَ الرّكَامِ صَرِيعَةٌ * بِنِيرَانِ »بُوشٍ« وهيَ أندَى مِنَ الزَّهرِ! ولَهفَى عَلَى مَجدٍ تَهَاوَت صُرُوحُه * ومَورُوثِ فكرٍ دَمَّرَتهُ يَدُ الشَّرِّ! وكيفَ سَيَحمِي الفِكرَ من كُلُّ هَمِّهِ * حِمَايَةُ مَا يَجنِيهِ مِن ثَرْوةِ البِئْرِ! أَبَادَ هُلاكُو قَبلهُ ثَرَوَاتِها * ولما تَزَل بَغدَادُ منتَجَعَ الفِكْرِ! ولَو عَادَ للدّنيا ابنُ جَهمٍ لَمّا رأَى * عُيُونَ مَهَاةٍ في الأصَائِلِ بِالجِسرِ! وسَوفَ يَرَى فِيهَا خَراباً وَمَأْتماً * ومَبكىً على مَن شَيعُوهم إلى القَبْرِ! ومَا مِن مُقَامٍ فِي العِرَاقِ لِغَاصِبٍ * وَلَو أنهُ بَيتٌ يُقَامُ عَلَى شِبرِ! ليمتَصَّ مِنه قوتَه ورخَاءَهُ * ويُبقِيَهُ ذَيلاً تَبِيعاً وفي فَقَرِ! ويحكمَ فِيهِ سَيداً مُتَواضِعاً * ولكنَّهُ مَنْ تَعلمونَ أبُو الأمرِ! وَعارٌ عِنَاقٌ واحتِفَالٌ بِقَاتِلٍ * يُكَرّمُ مِنكُم بالورُودِ وبالزَّهرِ! وهَذِي ضَحَايَاهُ يُقِضُّ أَنِينُهَا * وَهَذِي دِمَاكم لَم تَجِفّ علَى النَّهرِ! وَفِي كلِّ عَينٍ مَصرَعٌ وَمَآتمٌ * وَفِي كل قَلبٍ حَسرَةٌ هِيَ كالجمرِ! وفِي كُلِّ بَيتٍ زَفرَةٌ وتَنهّدٌ * يُذيبُ أسَاهَا كل قَلبٍ مِنَ الصَّخْرِ! أهَانَت دِمَاءُ العرب فهيَ رَخيصةٌ * أتُنسَى ولاَ شَهمٌ يَهبّ إلى ثأرِ!؟ ومَاذَا أَرَى؟ هَل نَحنُ مِن نَسلِ يعربٍ * وهَل بَعدَ هَذَا مَا يُبَشِّرُ بالخَير!؟ سَلاَمٌ علَى الزّوراءِ قمةِ يَعرُبِ * سَلامٌ عَلَى أيَّامِ أمجادِهَا الغُر! أنبكيكِ؟ أم نبكِي مُصِيبَةَ أمةٍ * إذَا هزِمَت لَم تلقَ خيراً منَ الصبر؟ تَعَوَّدتِ الإيلامَ لا يَستفزُّهَ * مُصَابٌ وَلاَ تصحُو بطبلٍ ولا زَمْر! وتَنسَى ومَا كالنِّسي دَاءٌ لأمةٍ * تمرُّ معَ الأحدَاثِ فِيهَا على الإثرِ! وَمَا عَيبُها فِي الغَرب يَهدمُ قصرَهَا * ولكِنهُ يَا قَومُ فِي سَاكنِ القَصرِ! عَسَى المركبُ الهَيمَانُ يُرسِي بمرفَإ * وَيُنقذُهُ الملاّح مِن لَعنةِ البَحرِ! وَيَنجَابُ عَهدٌ طَوقَ الكون رُعبُه * ويَهوي بِهِ المستَكبِرونَ إلى القَعرِ! ويَبسمُ وَجهُ الدَّهرِ بَعدَ عبُوسِهِ * وتخفِقُ فِي بَغْدَادَ ألويةُ النّصرِ! عَهِدتُ القَوافِي في سوَاكِ عَصِيَّةً * تجيبُ وَلَكِن فِي عِنَادٍ وَفِي كِبرِ! ولما نكِبنَا فيكِ هبّت مُطِيعةً * لِتَصنعَ مِن حُزنِي مآتِم للشعرِ! ومَاذَا عَسى تجدِي المآتِم أمةً * إِذَا ضَيّعت أمجادهَا وَهيَ لا تَدْرِي! عن مجلة التاريخ |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
الحلوى, الجِسْر or محمد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصة اليمنى الذكي والامريكي الغبي | اكليل | منتدى اللغة الأنجليزية | 4 | 12-16-2022 09:24 AM |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |