Untitled Document
 
العودة   منتديات لغاتى التعليمية > ~¤¦¦§¦¦¤~منتديات اللغات~¤¦¦§¦¦¤~ > منتدى اللغة العربية

منتدى اللغة العربية يختص بتعليم كل ما يتعلق باللغة العربية وعلومها

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-2010, 10:51 PM   #1
Nabil
لغاتى الذهبى
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 1,979
معدل تقييم المستوى: 18
Nabil will become famous soon enoughNabil will become famous soon enough
افتراضي الخصائص العامة للغة العربية/د.التهامي الراجي الهاشمي

الخصائص العامة للغة العربية*

الدكتور التهامي الراجي الهاشمي

الخصائص التي تميز اللغة كثيرة منها خصائص عامة تميز هذه اللغة حيث استعملت ومنها خصائص خاصة سنهتم بما يتعلق منها بالقرآن الكريم و الحديث النبوي الشريف.
الخاصية الأولى للغة العربية : اللغة العربية ثلاثية بالدرجة الأولى :
أنها ثلاثية بالدرجة الأولى، وهم من أجل هذا اختاروا لوصفها الوزن " فعل " بمعنى أن معظم كلمات اللغة العربية قابلة لتكون موزونة بهذا الوزن ذي الحروف الصامتة إلى درجة أن أصبح الحرف الأول يعرف ب
" فاء الكلمة " إشارة إلى الحرف الأول في الوزن بقطع النظر عن الحركة التي يمكن أن تكون مصاحبة له ويعرف الحرف الثاني بعين الكلمة إشارة إلى العين في الوزن ويعرف الحرف الثالث في الكلمة أيا كانت بلامها، لا يعبأون بحركات هذه الحروف لأن اللغة العربية تعتمد اعتمادا كبيرا على الصوامت ( الحروف ) لا على الصائتان ( الحركات).
إن هذا ليدل عندهم على أن للكلمة معنى رئيسي تعبر عنه الصوامت ( الحروف) أما الصائتان ( الحركات) فإنها تقوم بوظيفة أخرى وهي أنها تحور هذا المعنى وتعدله وتلونه في بعض الأحيان إلى ما شاء لها التلوين.
بل أن بعضهم بالغ في ذلك إلى درجة أن أعطى لكل حرف معنى يلازمه و اصبح يفسر اللغة انطلاقا من مزج حروفها، وعلى رأس هؤلاء اللغوي ابن فارس الذي وضع معجما حاول إخضاع اللغة فيه لهذا المنحى فصار يستخرج معنى الكلمة من مزج حروفها، فيقول مثلا إن أصل معنى" قط " ( أي حين يجتمع القاف مع الطاء ) هو القطع و أن معنى قطف هو القطع بلين و أن قطب هو القطع بلين شديد إلى آخره، وهو أمر لا يمكن أن يكون مقبولا لأن لو كان الأمر كذلك ما اختلفت اللغات.
الخاصية الثانية للغة العربية : صيغ الفصل الحاصرة للأزمنة :
إن اللغة العربية على الأقل في الصيغ الفعلية لا تهتم بالأزمنة الثلاثة الرئيسية المعروفة الماضي و الحاضر
و المستقبل فضلا عن اهتمامها بفروعه. لم تهتم بهذا الأمر اهتماما كبيرا لأنها فضلت أن تهتم عوض ذلك بالحدث المنتهى و الحدث الذي لم ينته بعد وهذا الاهتمام بهذا الشكل هو الذي جعلها تقتصر على صيغتين للفعل: الماضي للحدث المنتهي و المضارع للحدث الذي لم ينته بعد. لا يدل قولنا هذا على أن العربية قاصرة عن التعبير عن الأزمنة الموجودة عند أقوام يتكلمون بلغات أخرى، إنها قادرة عن التعبير عن كل الأزمنة الموجودة عند أقوام يتكلمون بلغات أخرى، إنها قادرة عن التعبير عن كل الأزمنة ولكنها حرصا منها على الإيجاز الذي تمتاز به كما سنوضحه تقتصر على صيغتين فعليتين فقط ولكن بواسطة أدوات تحدد الزمن الذي تريد.
إنها بصيغة واحدة وهو المضارع تستطيع أن تعبر عن الأزمنة الثلاثة، لنأخذ مثلا فعل " كتب " فإن أردنا أن نعبر به عن الماضي قلنا :
كان يكتب حين وصلت
و إن أردنا أن نعبر عن المستقبل قلنا مثلا :
سأكتب حين تحضرني فكرة.
فإن أردنا أن نعبر عن الحال قلنا مثلا :
أكتب وأنا مطمئن.
وهناك أدوات تجعل الفعل المضارع دالا على المستقبل مثل " لن " أو على الماضي مثل " لم " أو على الحال مثل " لا "
الخاصية الثالثة للغة العربية : كُرهُ اللبس :
إنها تكره اللبس و تفر منه كما يفر الرجل السليم من المجدوم، إنها، مثلا تصوغ قاعدة و تريد أن تجعلها مطبقة على كل حال لا تقبل شذوذا لكن إن أدى تطبيقها إلى لبس يفسد الاتصال بين الناس و يحول بين الفهم و الافهام خالفوا تلك القاعدة التي أرادوها مطردة و أصبح تطبيق عكسها وهو القاعدة، لأن الذي يرمون إايه بلغتهم هو التواصل في وضوح، لنوضح هذا الأمر بمثال، يقولون إذا تحركت الواو و الياء و انفتح ما قبله قلبتا ألفا بمعنى أنه كلما توفر في لفظة ما الشرطان :

أ - تحرك الواو و الياء.
ب - انفتاح ما قبلهما.
إلا و انقلبتا ألفا، وهكذا قالوا في " قول " : و في " بيع " باع ، لأن الشرطين متوفران فيهما، لكن إن قلت : الحاك في " الحيك لقالوا لك إنك مخطئى، لأنهم عندما طبقوا القاعدة التبس عليهم بين الحياكة و الذي يحكي الحكايات."
الخاصية الرابعة للغة العربية : إنها مولعة بالإيجاز.
ومعلوم أن الكلام لا يكون قويا إلا إذا كان موجزا بطبعه. إن البلاغيين العرب ليعدون هذا الإيجاز المقياس الحق لبلاغة الكلام.
أحب، في هذا المضمار أن أروي حكاية وقعت لأصحاب الكندي، تدل دلالة قاطعة على أن القرآن وهو باللغة العربية مولع بالإيجاز الذي أعطاه هذه القوة التي لا تضاها و رفع بلاغته إلى درجة استحال إدراكها.
حكى النقاس أن أصحاب الكندي قالوا له : أيها الحكيم اعمل لنا مثل هذا القرآن، فقال : نعم ! عمل مثل بعضه فاحتجب أياما كثيرة ثم خرج فقال : والله ما أقدرو لا يطيق هذا أحد، إني فتحت المصحف فخرجت سورة المائدة فنظرت فإذا هو نطق بالوفاء و نهي عن النكت وحلل تحليلا عاما ثم استثنى استثناء بعد استثناء ثم أخبر عن قدرته وحكمته في سطرين، و لا يقدر أحد أن يأتي بهذا إلا في إجلال.
يقصد الفيلسوف الكندي بالسطرين من سورة المائدة الآية الأولى منها(1) وهي قوله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود أحلت لكن بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد و أنتم حرم إن الله يحكم ما يريد }.
كيف نفهم حكم الكندي على إيجاز هذه الآية : قال:
ماذا هو ( يقصد الحق سبحانه وتعالى ) نطق بالوفاء و نهي عن النكت :
و إليه الإشارة بقول الله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا أوفوا بالعقود }. ثم قال الكندي : حلل تحليلا عاما.
و إليه الإشارة بقوله : { احلت لكم بهيمة الأنعام }.
ثم قال فيلسوفنا : ثم استثنى استثناء بعد استثناء.
و إليه الإشارة بقول الله تعالى : { إلا ما يتللى عليكم غير محلي الصيد و أنتم حرم } ثم قال الكندي أخيرا : ثم أخبر عن قدرته وحكمته.
و إليه الإشارة بقوله تعالى : { إن الله يحكم ما يريد }.
قد توجز اللغة العربية إيجازا كبيرا و لكنها لا بد أن يكون في هذا الإيجاز البليغ ما يشير بإشارة خفيفة و لبيبة إلى ما لم يذكر وهذا في الأدب العربي كثير جدا ( شعره و نثره ) و في القرآن و الحديث أكثر.
وأعتقد أنه يكفي أن نمثل لهذا بمثال أو مثالين ليتضح الأمر جليا إن شاء الله، يقول الله تبارك و تعالى : { قد كان لكم ءاية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة ترونهم مثليهم رأي العين و الله يؤيد بنصره من يشاء إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار
(13)}(آل عمران).
وبما أن مراد الله لا يكتمل إلا بالقراءات المتواترة كلها و لا سيما ما يتعلق بالفرش منها فإن معنى الآية باعتبار القراءتين " ترونهم " التي يقرأ بها الإمام نافع و " يرونهم " التي يقرأ بها الآخرون معنى الكلام سيكون : قد كان يا معشر اليهود آية في فئتين التقتا فئة تقاتل في سبيل الله وهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ببدر و أخرى كافرة وهو مشركون ترونهم أنتم اليهود المسلمين مثلي ما أنتم عليه من العدد و يرونهم ( أي المسلمون يرون أنفسهم مثلي ما أنتم عليه).
من شأن هذا الإيجاز الذي فهم معناه الفئتان أن يحط من عزائم المشركين و يقوي إرادة المومنين.

ونلاحظ هنا أن الفـئة المذكورة أولا لم توصف بلفظ في حين أن الفئة الثانية متبوعة بوصفها.
ثم نلاحظ ثانيا أنه إذا كان الحذف مس الشطر الأول من المقطع و لم يمس شطره الثاني في أمر وصف الفئتين بملزوم الجهاد وهو الإيمان المسكوت عنه بالنسبة للفئة الأولى فإنه ذكر ملزوم الدفاع عن الضلال وهو الكفر بالنسبة للفئة الثانية.
لقد عكس الأمر ليقع التوازن بين شطري المقطع، فإثبت في الشطر الأول المحذوف منه الملزوم لازم الإيمان و هو القتال في سبيل الله وحذف من الشطر الثاني لازم الكفر وهو القتال في سبيل الشيطان ذاكرا فقط ملزومه.

(1) هي الآية الأولى في العدد الكوفي الذي لا يعد قوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود }(الآية 1)أما علماء العد الآخرون هم علماء العد المدني الأول والثاني، ومكة وبصرة والشامي بفرعيها الدمشقي والمعي فآيتان .

*مقتطعة من مقالة بعنوان اللغة العربية خصائصها وتطورهاعلى ضوء آيات رب العالمين

عن مجلة التاريخ العربي العدد 4
Nabil غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للغة, الخصائص, الراجي, العامة, العربية or دالتهامي, الهاشمي


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعزائى طلبة منتدى لغاتى للغة الروسية هيا بنا نمضى سويا نتابع طريقة النطق السهلة للغة sheren_russian منتدى اللغة الروسية 6 07-05-2020 07:48 PM
حصة اللغة العربية والفيزياء للثتنوية العامة msay27 منتدى المرحلة الثانوية والجامعية 0 11-02-2010 07:14 AM
شتموا الرسول الهاشمي محمدا سحر مراد قسم الشعر والشعراء 5 08-06-2010 12:02 AM


الساعة الآن 07:56 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::