![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
|
![]() |
#1 |
لغاتى الذهبى
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 1,979
معدل تقييم المستوى: 19 ![]() ![]() |
![]() كالنقش في الحجر... الدكتور عثمان قدري مكانسي أخذت الأولاد الصغار أمس إلى المسجد ،كعادتي كل يوم ، بل إن أطفال الجيران يدقون عليّ الباب كلما أذن للعشاء لآخذهم معي إلى صلاتها ، إنهم بين السادسة والاثنتي عشرة ، أضعهم في السيارة وأنطلق .. أتدرون لماذا يسرعون في الذهاب معي إلى صلاة العشاء؟ عوّدتهم أن أشتري لهم " شيبس " أو " بفك " أو " ساندويشة فلافل " قالت زوجتي : لِمَ هذا المصروف الزائد؟ ولسنا أغنياء ، وبعضهم ليسوا أبناءك ، فكيف تصرف عليهم ؟ قلت ضاحكاً : سعادتي وهم معي ينتظرون مكافأة الذهاب إلى الصلاة تعدل أضعاف ما أصرفه عليهم . .. لا تنسي أنهم رجال المستقبل ، فإذا تعودوا الصلاة منذ الصغر فقد تأصّلت فيهم ، وما عادوا يتركونها ، وسيكون لي مثل أجرهم - كما أخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، هذا بالإضافة أنهم سيكونون مسلمين مؤمنين يربون أبناءهم مثلما أفعل معهم الآن ، وسيرون ثمرة ما فعلته معهم ، وسيدعون لي وأنا في قبري ، فيزداد رصيدي من الحسنات ، وأنا بحاجة إلى هذا الصنف من المال الذي يزيد ولا ينقص . قلت : إنني أخذتهم كعادتي إلى المسجد ، ووقف حولي بين المصلين ستة منهم . أما السابع - وهو ابن جاري ، في الصف الأول - فقد رأى صديقه في المدرسة ، ولعبا ، وأصدرا أصواتاً أزعجت بعض المصلين ، فما إن انتهت الصلاة حتى طردوهما خارج المسجد ، فلما عرفت الأمر ، وخرجت بعد صلاة السنة البعدية تعمّدت العبوس ، وقطّبت حاجبيّ . وقلت لهذا الولد الصغير الذي كان أول من يدق جرس البيت عليّ : لن آخذك مرة أخرى إلى الصلاة معي ، فقد أثبتّ أنك طفل صغير ، لا تستحق أن تماشي الرجال .! ابتسم أصحابه ، وتغامزوا ، وسكت هو، فلم ينبس ببنت شفة ، فقد علم أنه أخطأ حين لعب وأصدر في المسجد الضجة التي آذت المصلين ، فلما أخذ كل منا مكانه في السيارة ، نظرت إليه ، من مرآتها ، فخفض رأسه ، قلت بعد قليل - وقد تركته يضرب أخماسه بأسداسه - لا شك أن " حمزة " رجل ، فأنا أعرفه كذلك ، وأعلم أنه ليس من شيمته اللعب في المسجد ، إنما يسرع فيقف إلى جانبي ويصلي بخشوع ، إلا أنه أخطأ اليوم عن غير قصد . ألست كذلك يا ولدي ؟! أجاب مسرعاً بلى يا عماه ، فصديقي سالم جرّني ، فلم أنتبه ، ولعبنا معاً ، إنه ولد مشاغب ، ولن أكون مثله إن أخذتني إلى المسجد مرة أخرى .. تظاهرت أنني سأحرمه من المكافأة هذه الليلة ، فلما اشتريت أكياس " الشبس كان ينظر إليّ بطرف عينه ، فلما قدّمت له نصيبه على أنه أخطأ ، والمسلم خطّاء ابتسم وأمسك بيدي وقال : سأكون رجلاً يصلي ولا يلعب . فقلت له : هكذا أنت دائماً ، وأنا أثق بك يا ولدي .. وفي هذا المساء كان أول من يدق عليّ باب البيت ، ويجلس في السيارة إلى جانبي ، ويصلي معي بكل " خشوع وأدب " فساندويشة الفلافل تستحق ذلك الخشوع وتلك الطمأنينة .. وكنت بهم سعيداً فأنا أعده وإخوته من الأولاد ليكونوا رجال الأمة ومجاهديها . ولا بد من الصبر والحكمة في التعامل مع هؤلاء الرجال الصغار .. |
![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مكانسي, الحجر or دعثمان, قدري, كالنقش |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
يا إله العالمينا/د.عثمان قدري مكانسي | Nabil | قسم الشعر والشعراء | 1 | 02-20-2012 05:27 PM |
في ذكر الموت/د.عثمان قدري مكانسي | Nabil | قسم الشعر والشعراء | 0 | 01-06-2011 08:00 PM |
في الذكر/د.عثمان قدري مكانسي | Nabil | قسم الشعر والشعراء | 0 | 01-03-2011 03:02 PM |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |