هل يمكن تفتيح الشعر دون إتلافه؟

[عرفة الصعيدى]

تُعد صبغة شعر واحدة من أبرز الخيارات التجميلية التي تلجأ إليها النساء والرجال على حد سواء، لما تمنحه من تغيير فوري في المظهر وإحساس بالتجديد. ومع تطور عالم التجميل وتعدد المنتجات المتاحة، أصبحت الصبغات أكثر أمانًا ومرونة، مما يتيح لكل شخص اختيار اللون والتركيبة التي تناسب احتياجاته دون الإضرار بالشعر.

قبل الإقدام على تلوين الشعر، يجب أولًا تقييم حالته الصحية. فالشعر التالف أو الجاف لا يُنصح بصبغه بصبغات كيميائية قوية، لأنه قد يتعرض لمزيد من الضرر. في مثل هذه الحالات، يُفضل استخدام صبغة شعر خالية من الأمونيا، تحتوي على زيوت طبيعية مثل زيت جوز الهند أو زيت المكاديميا، حيث تعمل هذه الزيوت على حماية الشعر خلال عملية التلوين وتحافظ على رطوبته.

من الأمور المهمة أيضًا اختيار لون يتناسب مع لون البشرة. فإذا تم اختيار لون لا ينسجم مع لون الجلد أو العينين، فقد لا تكون النتيجة مرضية رغم جودة الصبغة. البشرة الفاتحة غالبًا ما يناسبها الأشقر الفاتح أو الرمادي البارد، أما البشرة المتوسطة فتليق بها درجات الكراميل والبني الذهبي، فيما تتألق البشرة الداكنة مع درجات البني العميق والنحاسي.

تطبيق الصبغة في المنزل أصبح أكثر سهولة من السابق، بفضل التعليمات الدقيقة التي ترافق العبوات. لكن من المهم جدًا اتباع الإرشادات حرفيًا، واستخدام أدوات الحماية مثل القفازات، وتجنب ملامسة الصبغة للجلد قدر الإمكان. ويُفضّل دائمًا اختبار حساسية الجلد للصبغة على مساحة صغيرة خلف الأذن قبل 48 ساعة من الاستخدام.

بعد تطبيق صبغة شعر، يجب العناية بالشعر بطريقة مختلفة. لا بد من استخدام شامبو خاص بالشعر المصبوغ، يحتوي على مكونات لطيفة تحافظ على اللون وتحمي ألياف الشعر من الجفاف. كما يُنصح بتقليل عدد مرات غسل الشعر، واستخدام ماء فاتر بدلًا من الساخن، لأن درجات الحرارة المرتفعة تُسرّع من زوال اللون.

ولمحبي الطرق الطبيعية، يمكن الاعتماد على بدائل مثل الحناء أو خلطات الأعشاب، والتي لا تكتفي بتلوين الشعر بل تغذيه وتمنحه مظهرًا صحيًا ولمعانًا طبيعيًا. ومع أن هذه الخيارات قد لا تقدم نفس درجات الألوان المتوفرة في الصبغات الصناعية، إلا أنها أكثر أمانًا خصوصًا مع الاستخدام المتكرر.

في النهاية، فإن صبغة شعر ليست مجرد منتج تجميلي، بل هي وسيلة للتعبير عن الذات والشعور بالتحوّل. والاهتمام بجودة المنتج، وتناسق اللون، والعناية بعد التلوين، هو ما يصنع الفرق الحقيقي في النتيجة النهائية.