هل خدم جدول ترتيب كاس العالم المصريين والسعوديين أم أضرهم؟

[حسين دراز]

هل خدم جدول ترتيب كاس العالم المصريين والسعوديين أم أضرهم؟

بعد إعلان جدول ترتيب كاس العالم، ووقوع المنتخبين العربيين المصري والسعودي في مجموعة واحدة، وهي المجموعة الأولى بجوار روسيا وأوروجواي، حدث تضارب في الآراء، ما بين ميزة هذا الأمر أو عيبه لكلا المنتخبين.
ولكن الأمر لا يعد ميزة أو عيبا لكليهما، ففي النهاية نحن أمام منافسة عالمية وكل منتخب يسعى للظهور بشكل مشرف لبلده ويحقق الأهداف التي عمل لسنوات من أجل التأهل لتحقيقها، وهنا تتنحى الانتماءات جانبا، وكل يفكر في مصلحته الشخصية، وهذا ليس عيبا بكل تأكيد، ولكن هذه هي المنافسة وكرة القدم، ومن هنا فإن النظر إلى جدول ترتيب كاس العالم بتواجد مصر والسعودية لن يكون بنظرة عربية بقدر ما هي نظرة فنية.
والمعنى أن المنتخبين العربيين يعدان أقل حظا على الأقل من حيث الترشيحات لعبور تلك المجموعة، وذلك نظرا لقوة منتخب أوروجواي المرشح الأبرز لتصدرها، إلى جانب روسيا التي لا تمتلك صحيح منتخب قويا أو مخيفا، ولكن عاملي الأرض والجمهور قد يرجحا كفتها نسبيا عن مصر والسعودية، ولذلك فإن كلا الطرفين ينظر لمباراته أمام الآخر بصفتها المباراة الفرصة التي يمكن من خلالها تحقيق المفاجأة، إذا ما تمكن من خطف نقطة أو ثلاث قبل الوصول إليها.
ومن هذا المنطلق فإن السؤال الذي يتبادر إلى الأذهان، حول ميزة وجود تلك المباراة في جدول ترتيب كاس العالم بالجولة الأخيرة، واليوم الحاسم، وبين ما قد يكون هذا الأمر عيبا.
من الممكن أن نقول إن جدولة تلك المباراة هي سلاح ذو حدين بنظرة مصرية أو سعودية على حد سواء.
فالبعض من هنا وهناك يرى أنه كان من الأفضل أن تكون تلك المباراة مبكرة نسبيا، ولو في الجولة الثانية، وذلك على أمل تحقيق الانتصار فيها ومضاعفة الأمل في التأهل بالمباراة الأخيرة، والخوف من تلقي هزيمتين قبل الوصول إليها ما يجعلها تحصيل حاصل وبلا طائل.
أما النظرة الأخرى فإنها ترى ميزة كبرى بجدولة تلك المباراة، ونكرر مرة أخرى من خلال وجهتي النظر اللتان يريان في أنفسهما القدرة على عبور الآخر، وهي نظرة إيجابية.
فالمصريين والسعوديين على حد سواء لديهم ثقة بحصد نقاط قبل الوصول إلى ديربي البحر الأحمر لو جاز لنا وصفه بتلك الصفة، فالمصريين يرون أن لقاء أوروجواي قد يكون في المتناول الخروج منه بنقطة التعادل، رغم قوة السيليستي، وأن روسيا لقاءها أيضا في المتناول التعادل فيه كحد أدنى، ولكن بشرط ما ستسفر عنه مباراتهم الافتتاحية أمام السعودية، أما السعوديون فيعتقدون أن لقاء الافتتاح قد يكون فرصتهم الكبرى، لا سيما وأن لقاءات الافتتاح دائما ما تشهد توتر لأصحاب الأرض، ومليئة دائما بالمفاجآت، وتفجيرهم لمفاجأة بتلك المباراة ولو بتعادل، سيجعلهم يدخلون لقاء الفراعنة بأمل الوصول لأربع نقاط قد يكونون كافين للتأهل.
مباراة مصر والسعودية في كاس العالم فرصة حقيقية لكليهما، ولكن بشرط اقتناع كل منهما بأنهما لم يبذلا كل هذا الجهد فقط من أجل أن يفوز أحدهما على الآخر ويعاير جماهيره الآخر على السوشيال ميديا، فلو نظرا إلى تلك المباراة كمحطة من ضمن المحطات أمام منتخب يستحق الاحترام والفوز عليه هدفه أسمى من المعايرة، فقد يكون وجودها بالجولة الأخيرة ميزة كبرى لأي منهما.
لمتابعة آخر الأخبار على سبورت 360 ... اضغط هنا

http://arabic.sport360.com/