فوائد البابونج للرضع: ما بين الاستخدام الآمن والفوائد المحتملة
 

البابونج من الأعشاب التي اشتهرت في الطب التقليدي بقدرتها على التهدئة ومعالجة التقلصات والغازات، لذلك تلجأ كثير من الأمهات إلى استخدامه مع أطفالهن في الأشهر الأولى من العمر. ولكن يبقى السؤال الأهم: هل استخدام البابونج للرضع آمن؟ وهل يمكن أن يقدم فوائد حقيقية دون آثار جانبية؟

تحتوي أزهار البابونج على مركبات طبيعية مثل الأبيغينين والفلافونويدات، وهي مركبات معروفة بتأثيرها المهدئ والمضاد للتشنجات، ما يجعلها مفيدة في حالات المغص والغازات المتكررة التي يعاني منها الكثير من الرضع. ولهذا السبب ترى بعض الأمهات في البابونج وسيلة طبيعية لتخفيف آلام المعدة وتحسين نوم الطفل.

لكن يجب أن يتم استخدام البابونج للرضع بحذر شديد، فليست كل الأعشاب مناسبة للأطفال، خاصة من هم دون عمر الستة أشهر. إذ أن الجهاز الهضمي للرضيع لا يكون مكتمل النمو، وقد يتفاعل بشكل غير متوقع مع بعض المكونات الطبيعية، حتى لو كانت آمنة عند البالغين. لذلك، يُنصح بعدم تقديم أي مشروب عشبي للطفل إلا بعد استشارة طبيب الأطفال المختص.

في حال سمح الطبيب باستخدام البابونج للرضيع، يجب تحضيره بطريقة مخففة جدًا. يُفضل أن يُنقع القليل من زهر البابونج في ماء مغلي لمدة لا تزيد عن خمس دقائق، ثم يُصفى جيدًا ويُترك ليبرد قبل تقديمه للطفل. وتكون الكمية صغيرة جدًا لا تتجاوز ملعقة أو ملعقتين صغيرتين، ولا يُقدم أكثر من مرة في اليوم.

من التجارب الشائعة بين الأمهات، أن البابونج ساعد في تهدئة الرضع الذين يعانون من اضطرابات النوم أو بكاء متواصل بسبب المغص. كما أن له أثرًا لطيفًا على الجهاز العصبي، ما يجعل الطفل يشعر بالاسترخاء. لكن يجب التأكد من أن الطفل لا يعاني من حساسية تجاه عشبة البابونج، وهي حالة نادرة لكنها ممكنة.

استخدام البابونج للرضع يجب أن يكون محدودًا، ولا يُنظر إليه كعلاج دائم أو بديل عن الرعاية الطبية. إذا استمرت أعراض المغص أو البكاء أو مشاكل النوم رغم استخدامه، فلا بد من مراجعة الطبيب لمعرفة السبب الحقيقي وتقديم العلاج المناسب. فالأعشاب الطبيعية قد تكون مفيدة، لكنها لا تغني عن التشخيص السليم والمتابعة الطبية الدقيقة.