![]() |
جزاء سنمار
جزاء سنمار يُضرب هذا الْمَثَل لمقابلة الإحسان بالإساءة، ومقابلة الخير بالشر، ومقابلة المعروف بالمنكر، وتنكب ما شرع الله من مجازاة المحسن بالإحسان، والمسيء بالإساءة، أو بالغُفران؛ قال - تعالى -: ﴿ هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ﴾ [الرحمن: 60]. والجزاء من "جَزَى"، وهو المكافأة، وتُطلق على المكافأة بالخير، وعلى المكافأة بالشر؛ قال - تعالى -: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]. وسِنمَّار: رجل من رجالات الروم، كان بنَّاءً ماهرًا، وهو صاحب القصة التي أُخِذ منها هذا المثل. وقد استشهد بهذا المثل الشعراء في شعرهم، ومن ذلك ما قاله بعضهم: جَزَانِي جَزَاهُ اللهُ شَرَّ جَزَائِهِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ....جَزَاءَ سِنِمَّارٍ وَمَا كَانَ ذَا ذَنْبِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif بَنَى ذَلِكَ البُنْيَانَ عِشْرِينَ حِجَّةً http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif ....تَعَالَى عَلَيْهِ بِالْقَرَامِيدِ والسَّكْبِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif فَلَمَّا انْتَهَى الْبُنْيَانُ يَوْمَ تَمَامِهِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif......وَصَارَ كَمِثْلِ الطَّوْدِ وَالْبَاذِخِ الصَّعْبِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif رَمَى بِسِنِمَّارٍ عَلَى أُمِّ رَأْسِهِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif......وَذَاكَ لعَمْرُ اللهِ مِنْ أعْظَمِ الْخَطْبِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقال آخر: جَزَى اللهُ لَأْيًا كُلَّهَا غَيْرَ وَاحِدٍ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif.....جَزَاءَ سِنِمَّارٍ جَزَاءً مُوَفَّرَا http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وقال ثالث: وَمَنْ يَفْعَلِ المَعْرُوفَ مَعْ غَيْرِ أَهْلِهِ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif....يُجَازَى الَّذِي جُوْزِي قَدِيمًا سِنِمَّارُ http://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif وأصل المثل أنَّ النعمان بن المنذر استعمل سِنمَّار؛ ليبني له خَوَرْنَقًا (قصرًا) في الكوفة، فبناه أجمل بِناءٍ، وأتَّمه أحسن تمامٍ، فلمَّا فرغ من بنائه بعد عشرين عامًا من العمل المتواصل، قال سِنِمَّار: إني لو كنت أعلم أنكم توفونني أَجْري، لبنيته أكمل من ذلك، ولجعلته يدور مع الشمس حيث دارت، فغضب النعمان بن المنذر، ورماه من أعلى القصر؛ لئلا يبني لغيره أحسن منه، فذهبت الحادثة مثلاً. وقيل: إن سِنمَّار كان غلامًا لرجل يُدْعى "أحيحة بن الجلاح"، وأنه بنى له أُطُمًا، فلمَّا أكمله، قال: إني لأعرف حَجَرًا لو انْتُزع لتقوَّض من آخره، فطلب منه سيِّده أن يريه إياه، فلمَّا أراه إياه، سأله: هل يعرفه أحدٌ غيرك، قال: لا، فرمى به من أعلى الأُطُم. المراجع: 1- "مجمع الأمثال"؛ للميداني، ج(1)، ص (159). 2- "جمهرة الأمثال"؛ للعسكري، ص (305). 3- "المستقصى في أمثال العرب"؛ للزمخشري، ج (2)، ص (52). 4- "تاج العروس"؛ للزبيدي، ص (2972)، وما بعدها. 5- "لسان العرب"؛ لابن منظور، ج (14)، ص (145). 6- "معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع"؛ للبكري، ج(2)، ص(516). |
بارك الله فيك ابو عبدالله
لو انه سكت |
اقتباس:
وفيك بارك وجزاك الله خيرا للمرور الكريم |
بارك الله فيك
دمت بخير وعافية |
الساعة الآن 10:44 AM بتوقيت مسقط |
Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::