السريانية-جزء 1, المجموعة الشرقية

[وائل على]

[align=center]سنبدأ بالتحدث عن اول لهجة من المجموعة الشرقية التي ذكرناها في الموضوع السابق.

السريانية هي اللهجة الارامية لمدينة الرها .وتقع هذه المدينة ما بين ماردين وعنتاب شمالي غربي ما بين النهرين. وان موقعها الاستراتيجي بين فارس و المملكة البيزنطية وسوريا ووقوعها على طريق الهند طريق الحرير والتوابل,كل ذلك قد اعطاها اهمية كبيرة .
والرها (اورهي)بالارامية و (اوديسا) باليونانية ويطلق عليها اليوم بالتركية اسم (اورفا)وتقع في تركيا.
كانت السريانية لغة مسيحي الشرق الذين لم يتبنوا اليونانية كلغة ولذلك في فترة معينة ,اصبحت العاصمة الفكرية والروحية للشرق المسيحي.
وعندما نقول بان السريانية لهجة الرها فليس ذلك الا من باب المجاز,اذ ان لهجة الرها كانت اهم اللهجات الارامية الشرقية واكثرها انتشارا ,حيث كان مسيحو مابين النهرين وسوريا يتكلمون السريانية.
بعد ان اعتنق السوريون المسيحية اطلقوا على لهجتهم الارامية باسم السريانية لتمييزها عن الارامية الوثنية التي كان لها بعض الرواد حتى مجيء الاسلام.
في القرن الخامس الميلادي حدث الخلاف الشهير بين اليعاقبة والنساطرة بشان طبيعة السيد المسيح , وانتصر اليعاقبة انصار يعقوب بارادوس وهم الذين نادوا بوحدة طبيعة السيد المسشيح على النساطرة انصار نسطوريوس الذين اعتنقوا مبدأ الطبيعتين الالهية والبشرية.
طرد النساطرة نهائيا من مدينة(اورهي)عام(489م)فجعلو من نصيبين مركزا لهم .وقد لعبت تلك المدينة دورا هاما في التطور العلمي والديني في فارس.
حيث كانت ترسل علمائها كأسلتذة لجامعة (جند يشابور) فيدرسون الطب والفلسفة اليونانية بالسريانية.وأخذوا يترجمون المؤلفات العلمية اليونانية الى السريانية والفارسية.واستمرت نشاطاتهم حتى العهد العباسي حيث انشأ العرب المسلمون علاقات جيدة معهم ولاسيما بعد ان استدعى (ابو جعفر المنصور)لمعالجته كبير اطبائهم ونعني به(جورجيس بن بختيشوع).
سوف نتابع بحث السريانية في الجزء الثاني....[/align]