Untitled Document
 
العودة   منتديات لغاتى التعليمية > ~¤¦¦§¦¦¤~منتديات السياحة والسفر~¤¦¦§¦¦¤~ > منتدى السياحة والسفر > قسم السياحة العربية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-05-2010, 09:18 PM   #1
ربيع قرطبة
لغاتى ممتاز
 
الصورة الرمزية ربيع قرطبة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: الاردن
العمر: 40
المشاركات: 383
معدل تقييم المستوى: 15
ربيع قرطبة will become famous soon enough
Thumbs up مدينة الجزائر.. تاريخ حافل بالجهاد البحري ومليون شهيد ثمن الاستقلال

مدينة الجزائر.. تاريخ حافل بالجهاد البحري ومليون شهيد ثمن الاستقلال

من المصدر ©
جانب من مدينة الجزائر

تاريخ النشر: الجمعة 10 سبتمبر 2010

حسين محمد
ترتبط مدينة الجزائر في أذهان العرب وكل أحرار العالم بأنها عاصمة بلد المليون شهيد، ولكن تاريخها الجهادي لا يقتصر في الواقع على تلك الفترة الضيقة من تاريخها الناصع «1 نوفمبر 1954- 5 يوليو 1962» بل يمتد إلى قرون عديدة صمدت فيها مدينة الجزائر في وجه الغزاة الصليبيين ولقنتهم في كل مرة أروع ملاحم الصمود والتحدي، وكتبت تاريخها بأحرف من ذهب.
تقع مدينة الجزائر على الشاطئ الجنوبي للبحر المتوسط، تنتشر أحياؤها ومبانيها على مجموعة من التلال المنحدرة باتجاه البحر، وتتميز بقسميها، الإسلامي القديم الذي يقع في «القصبة» العثمانية، والأوروبي الحديث، ويبلغ عدد سكانها حالياً زهاء 5,4 مليون نسمة إلى غاية 31 ديسمبر 2009 بحسب آخر الإحصائيات.
تاريخ عريق



تشير الدراسات التاريخية إلى أن الأمازيج هم أول من استوطن شمال إفريقيا منذ 3 آلاف سنة، غير انه لا يُعرف على وجه التحديد متى بنوا مدينة الجزائر وعمروها، وإن كان الاعتقاد الأرجح أنهم فعلوا ذلك منذ السنوات الأولى لاستيطانهم المنطقة.أما ما تؤكده الدراسات التاريخية فهو نزول الفينيقيين بسواحل مدينة الجزائر ومدن أخرى ساحلية مجاورة في القرن السادس قبل الميلاد، وقد أطلقوا عليها اسم «إيكوسيوم» وتعني «جزيرة النورس» وكانت في عهدهم مرفأ تجارياً مهماً، ثم سقطت تحت السيطرة الرومانية في عام 202 قبل الميلاد وأدخل الرومان تعديلاً طفيفاً على اسمها فأصبح «إيكوزيوم»، وفي القرن الرابع بعد الميلاد، تحولت المدينة إلى المسيحية بحسب ما تؤكده آثار كنيسة قديمة وأوانٍ عُثر عليها بالقصبة وساحة الشهداء.
وفي سنة 429 م غزاها الوندال وطردوا منها الرومان، ثم وقعت تحت السيطرة البيزنطية في سنة 533 م، وخلال تعاقب الغزاة عليها، كانت المدينة دوماً ساحة للمعارك بينهم وبين الأمازيغ الذين كانوا يضربون في كل مرة أروع الملاحم في التصدي للغزاة برغم عدم تكافؤ العدة والعدد.
الفتح الإسلامي
كان عام 702م نقطة تحول تاريخية في حياة الجزائر بعد أن فتحها عقبة بن نافع رضي الله عنه الذي تمكن من تحرير كل بلاد المغرب من الاحتلال البيزنطي، فتغيرت حياة سكانها الأمازيغ جذرياً بعد أن اعتنقوا الإسلام وأسهموا في فتح الأندلس مع الجيش الأموي. وقد قامت بـ»المغرب الأوسط» أي الجزائر قديماً، دولٌ إسلامية عديدة ومتعاقبة كانت تستقل عن الخلافة المركزية الأموية ثم العباسية، وفي مقدمتها الدولة الزيرية، حيث قام بولوجين بن زيري في عام 944 م بإعادة بناء مدينة الجزائر وتحصينها وأطلق عليها لأول مرة اسم «الجزائر بني مزغنة» نسبة إلى القبائل الأمازيغية التي وجدها تسكن المدينة، ومنه اشتقت التسمية الحالية.
وفي عام 1082م دخلت المدينة تحت حكم المرابطين، ثم حكم الموحدين في عام 1152م. وتعرضت مدينة الجزائر لحملات بحرية قادتها عدة أساطيل أوروبية وكانت أشرسها تلك التي قامت بها إسبانيا في عام 1302م حيث تمكنت بعدها من احتلال إحدى الجزر المقابلة لمينائها، إلا أن الحملات الإسبانية لم تتكثف ولم تقلق سكان الجزائر الصامدة إلا بعد سقوط الأندلس في عام 1492 وفرار الكثير من سكانها المسلمين إلى المدن الساحلية الجزائرية فراراً من التنكيل الوحشي الإسباني، فلاحقتهم إسبانيا إلى الجزائر وكثفت غاراتها عليها وتمكنت من احتلال عدة مدن كوهران وبجاية ثم ركزت جهودها على مدينة الجزائر بغية احتلالها، فقاومها سكانها بكل بسالة، إلا أنهم رأوا ضرورة الاستغاثة بالخلافة العثمانية الصاعدة لإنقاذهم من مخالب الاحتلال الإسباني، فأنجدهم العثمانيون بالبحارين الأخوين عروج وخير الدين بربروس في عام 1511م، وتصدى الأخوان للحملات الإسبانية وأنقذا مدينة الجزائر ثم أعلنا انضمامها إلى الخلافة العثمانية وأطلقا على المدينة اسم «الجزائر» لأول مرة سنة 1916م، وكان ذلك نقطة تحول أخرى في تاريخ المدينة والبلد كله.
أسطول ضخم
فضلاً عن تحصين المدينة، حرصت الخلافة العثمانية بتركيا على تجهيز أسطول بحري قوي للدفاع عن مدينة الجزائر وبقية المدن الساحلية، وكذا السيطرة على حركة الملاحة في البحر المتوسط، فضلاً عن إمكانية الاستنجاد بهذا الأسطول في وقت الحاجة.
وصلت قطع الأسطول الجزائري إلى 540 سفينة، فكان أحد أقوى الأساطيل في البحر المتوسط والعالم آنذاك، وقد خاض معارك ضارية مع مختلف الأساطيل الأوروبية في البحر المتوسط، واستطاع السيطرة عليه ردحاً من الزمن، وقد جهزت إسبانيا في عام 1541 أسطولاً ضخما على متنه 30 ألف جندي بقيادة الملك شارل الخامس لتدمير الأسطول الجزائري واحتلال مدينة الجزائر، إلا أنه انكسر على سواحلها في معركةٍ تاريخية كبيرة.
ويروي المؤرخون بالكثير من التفاصيل وقائع المعارك البحرية الشرسة التي خاضها الأسطول الجزائري مع عدد من الأساطيل الأوروبية وفي مقدمتها أساطيل إسبانيا والبرتغال وانجلترا وروسيا وفرنسا وايطاليا.. طيلة أكثر من ثلاثة قرون من الحكم العثماني للجزائر «1516- 1830م»، فرادى أو مجتمعة متحالفة، كما يروون وقائع معركتين مع الأسطول الأميركي، حيث فضلت بعدها الولايات المتحدة الجنوح إلى السلم ودفع «إتاوات» للجزائر بغية المرور في البحر المتوسط بسلام.
انكسار واحتلال
بقي الأسطول الجزائري يضرب أروع الأمثلة في الجهاد البحري ويقف سدا منيعاً ضد الأطماع الاستعمارية الصليبية الأوروبية لغاية عام 1827م، حيث خاض الأسطول العثماني معركة شهيرة ضد مجموعة من الأساطيل الأوروبية الحديثة التي استفادت من الثورة الصناعية لتحديث أسلحتها وعصرنتها، فاستطاعت تدمير الأسطول العثماني عن آخره، فاستغاث بنظيره الجزائري الذي لم يتوان عن نجدته، إلا أنه لقي نفس المصير في موقعة «نافارين» الشهيرة، ولم يعد من قطعه الـ540 سوى 27 سفينة فقط، لينتهي بذلك مجد الأسطول الجزائري في البحر المتوسط بعد ثلاثة قرون كاملة.
وكان من نتائج ذلك أن استغلت فرنسا الفرصة لتحيي أطماعها الاستعمارية التي كان الأسطول الجزائري يقف حائلاً دون تحقيقها، فسيرت جيشا بحريا عام 1827 إلى السواحل الغربية للجزائر العاصمة، وحاصرتها من كل جانب، وكانت مدينة الجزائر في موقع دفاعي ضعيف، فلم تصمد طويلاً وسقطت المدينة في 5 يوليو 1830 تحت الاحتلال الفرنسي وسلم الداي حسين، آخر الحكام العثمانيين للجزائر، مفتاح المدينة للغزاة الفرنسيين مقابل السماح له بمغادرة المدينة بسلام في سفينة باتجاه الأستانة برفقة أهله وحاشيته وأمواله. واللافت للانتباه أن أول ما قامت به فرنسا بعد إحكام سيطرتها على مدينة الجزائر هو نزع الهلال من على مئذنة مسجد «كتشاوة» العثماني ونصب الصليب بدلا منه إيذاناً بتحويله إلى كنيسة أطلقت عليها اسم «كاتدرائية القديس فيليب»، وقال بعده أحد قادتهم: «الآن يمكن القول إن الصليب قد انتصر في بلاد الأمازيغ».
لم يتقبل الجزائريون فكرة تحويل مسجدهم إلى كنيسة وإسقاط الهلال ونصب الصليب بدله فدافعوا بضراوة عنه، فارتكبت فرنسا مجزرة رهيبة بحقهم وقتلت منهم 4 آلاف مصل اعتصم داخله للذود عنه بعد إخراجهم إلى «ساحة الشهداء» المجاورة للمسجد. وعلى الرغم من أن فرنسا فرضت منطقها بقوة الحديد والنار والتنكيل الوحشي بالسكان، إلا أنها لم تستطع تنفيذ مخططها الرامي إلى حمل الجزائريين على الردة عن دينهم واعتناق المسيحية بالرغم من الجهود المكثفة التي قامت بها في هذا الاتجاه طيلة 132 سنة كاملة، فحين استقلت الجزائر في 1962، لم يكن بها مسيحيون جزائريون، فاضطرت الكنائس التي بنتها فرنسا إلى إغلاق أبوابها إلى حد الساعة، وأغلبها تحول إلى مساجد أو مرافق أخرى.
معركة الجزائر
طيلة 132 سنة من الاحتلال لم يركن الجزائريون إلى الذين ظلموا، وقاوموا المحتلين عبر ثورات شعبية فشلت جميعاً بسبب محدودية رقعتها الجغرافية ونقص تسليحها وعوامل أخرى عديدة، لكنها مهدت للثورة التحريرية الكبرى التي انطلقت في 1 نوفمبر 1954 في منطقة الأوراس شرق البلد، وحينما جهزت مدينة الجزائر نفسها، فجرت ما يسمى «معركة الجزائر» يوم 7 يناير 1957، حيث شرع ثلة من الثوار في عمليات اغتيال واسعة للشرطة والجنود الفرنسيين في مدينة الجزائر وبخاصة في «القصبة» العثمانية، وساعدهم ضيقُ شوارعها وأحيائها في الانسحاب بسرعة فور كل عملية والاختفاء ببيوتها بمساعدة السكان، كما قامت مجموعة من المجاهدات وفي مقدمتهن جميلة بوحريد وزهرة ظريف وجميلة بوباشا.. بنسف عدة مقاه وأماكن يرتادها الفرنسيون بالقنابل.
وجُنَّ جنون فرنسا إزاء الضربات المتواصلة والناجحة للثوار، وكذا التفاف الشعب الجزائري حولهم، مما جعلها تخوض معركة ضارية ضدهم وتمارس التعذيب الممنهج ضد المجاهدين والسكان بغية انتزاع اعترافات منهم، وقد استشهد عددٌ من أبطال الثورة الجزائرية هناك ومنهم العربي بن مهيدي وعلي لابوانت وحسيبة بن بوعلي، وتمكنت فرنسا من كسب «معركة الجزائر» في مايو 1958 أي بعد عام ونصف عام تقريباً ولكنها خسرت الكثير بعد أن تسببت تلك المعركة في سقوط الجمهورية الرابعة وعودة ديجول إلى الحكم والذي بدأ يفكر جديا في قبول مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري، لاسيما بعد أن دخلت القضية الجزائرية أروقة الأمم المتحدة وكسبت الثورة تعاطف كل أحرار العالم بسبب القمع الوحشي لها. ثم جاءت مظاهرات 11 ديسمبر 1960 الشعبية في منطقة «بلكور» بمدينة الجزائر ليتأكد الفرنسيون تماماً من استحالة بقائهم في الجزائر بعد أن أصبح كل الجزائريين يرفضون بقاءهم ويناصرون الثورة ولا يتوانون عن دفع التضحيات الجسيمة، فقبلت صاغرة باستقلال الجزائر وغادرها مليون جندي فرنسي و400 ألف معمر أوروبي في 5 يوليو 1962، وحينما دخلت قيادة الثورة إلى مدينة الجزائر لتتخذ منها عاصمة للدولة الجزائرية المستقلة، كان من بين أول الأعمال التي قامت بها هو نزع الصليب عما أسمته فرنسا «كاتدرائية القديس فيليب» وإعادة نصب الهلال بدله إيذاناً باستعادة مسجد «كتشاوة» ومن ثمة الرد ضمنياً على ما فعلته فرنسا قبل 132 سنة، والإعلان عن انتصار الإسلام على النصرانية مجدداً في الجزائر، وغنى مطربٌ شعبي جزائري أغنية شهيرة يقول في مطلعها مخاطباً الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: «يا محمد مبروك عليك، الجزائر رجعت ليك».
__________________
ربيع قرطبة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مدينة, الاستقلال, التخرج, الجزائر, بأن, بالجهاد, تاريخ, حافل, شهيد, ومليون


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تاريخ مدينة بيروت ميسا قسم السياحة العربية 6 04-08-2023 10:04 PM
تاريخ مدينة صور العريقه ميسا قسم السياحة العربية 4 04-19-2009 07:04 PM
تاريخ مدينة الرباط ميسا قسم السياحة العربية 2 09-14-2008 03:05 PM
تاريخ مدينة المنستير التونسية العريق ميسا قسم السياحة العربية 3 07-04-2008 06:10 PM


الساعة الآن 09:50 PM بتوقيت مسقط


Powered by vBulletin® Version 3.8.12 by vBS
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
:: جميع الحقوق محفوظة لمنتديات لغاتى التعليمية ::